كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

محجَنٍ، عن أبيه (¬1)؛ أنّه كان في مَجلِسٍ مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، فَأُذِّن بالصلاةِ. الحديث إلى آخره.
الإسناد:
قال الإمام: حديثُ مِحْجَنٍ صحيحٌ (¬2)، واخْتُلِفَ في اسمه. فقيل: بسر. وقيل:
بشر (¬3).
وأحاديثُ إعادة الصّلاة مع الإمام ثلاثة:
الحديث الأوّل: حديث مِحجَن هذا الّذي ذَكَرَهُ مالك.
وحديث سعيد ابن المسيَّب (¬4).
والثّالث حديثُ يَزِيد بن الأَسوَد، رواه التّرمذي (¬5)، قال: "شَهِدْتُ مع النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - حَجَّتَهُ، فصلَّيتُ معه صلاةَ الصُّبحِ في مسجدِ الخَيْفِ، فلمَّا قَضَى صلاتَهُ وانْحرَفَ؛ إذ هو برَجُلَيْنِ: أحدُهما جالسٌ في آخرِ المسجدِ، أو في آخِرِ القَوْمِ، لم يُصَلِّيَا معه، فقال: "عَلَىَّ بِهِمَا" فجيءَ بهما تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا. فقال: "ما مَنَعَكُمَا أنّ تُصَلِّيَا معنَا؟ " فقالا: يا رسولَ الله، إنَّا كُنَّا قد صَلَّينَا في رِحَالِنَا. قال: "فلا تَفْعَلَا، إذا صَلَّيتُمَا في رِحَالكما ثمّ أتَيْتُمَا جماعة، فَصَلِّيَا مَعَهُمُ، فإنّها لَكُمَا نَافِلَةٌ".
العربية (¬6):
قوله: "فَجيءَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا" الفريصةُ: لحمة في الجنب تَتَّصِلُ بالقَلْبِ ترعد عند الفَزَعِ (¬7).
¬__________
(¬1) "عن أبيه"، زيادة من الموطّأ يلتئم بها الكلام.
(¬2) أخرجه أحمد: 4/ 34، وابن حبان (2405)، والحاكم: 1/ 244 وغيرهم.
(¬3) في النُّسَخ: " فقيل بشر. وقيل: بشر" ولعل الصواب الّذي يوافق ما في المصادر ما أثبتناه. يقول ابن حبّان في الثقات: 3/ 993 "من قال: بشر، فقد أخطأ" وانظر الجرح والتعديل: 2/ 423، والتاريخ الكبير: 2/ 124.
(¬4) أخرجه مالكٌ في الموطَّأ (351) رواية يحيى.
(¬5) في جامعه الكبير (219) وقال: "حديث حسنٌ صحيحٌ".
(¬6) انظوها في العارضة: 2/ 19.
(¬7) انظر غريب الحديث لأبي عُبَيْد: 3/ 19.

الصفحة 28