كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

الأخفش (¬1): "الجمعُ الجيشُ، قال الله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} (¬2) وقال (¬3): وسهم الجمع هو السَّهْمُ من الغَنِيمَةِ".
وقال ابنُ وهب: معنى ذلك أنَّ له سَهْمَينِ من الأَجْرِ.
ويحتمل عندي (¬4)؛ أنّ ثوابه مثل سهم الجَمْعٍ (¬5) من الأجر كما قال.
ويحتمل أنّ يريد به: مِثْلُ سَهْم من يَبِيتُ بالمزدلفة في الحَجِّ (¬6)؛ لأنّ جَمْعًا اسم المزدلفة، حكاهُ ابن سحنون عن مُطَرِّف، فلم يعجب سحنونًا.
ويحتمل أنّ يريد به: سهمًا بين الصّلاَتين: صلاة الفَذِّ وصلاة الجماعة، والله أعلم.

العمل في صلاة الجماعة
مالك (¬7)، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إذا صَلَّى أَحَدُكُم بالنَّاس، فَليُخَفِّفْ؟ فإِنَّ فِيهِمُ السَّقِيمُ وَالضَّعِيفُ وَالكَبِيرُ (¬8)، وإذا صلَّى أحدكم لنَفْسِهِ فَليُطِل مَا شَاءَ".
الإسناد:
قال الإمام: هذا حديث صحيحٌ متَّفَقٌ عليه (¬9)، خرَّجَه الأيمّة (¬10) بألفاظ مختلفة.
¬__________
(¬1) في شرح غريب الموطَّأ [نسخة تركيا، وهي غير مرقمة]. وانظر الاقتضاب في غريب الموطَّأ: 1/ 154 - 156
(¬2) القمر: 45.
(¬3) القائل هو الأخفش.
(¬4) الكلام موصول للأمام الباجي.
(¬5) في المنتقى: "الجماعة".
(¬6) في النُّسَخِ: "الجمع" والمثبت من المنتقى.
(¬7) في الموطَّأ (355) رواية يحيى.
(¬8) في (غ) زيادة: "وذا الحاجة".
(¬9) أخرجه البخاريّ (703)، ومسلم (467).
(¬10) كلالإ مام أحمد: 2/ 486، وأبي داود (794)؛ والنّسائي: 2/ 94 وغيرهم.

الصفحة 33