كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

وَاللهُ أَعلَمُ - بِمَنْ يُكْلَمُ في سَبِيلِهِ" الحديث. فعيل بمعنى فاعل أو مفعول.
الصِّنف الثّاني (¬1): قوله "وَالمَطعُونُ شَهِيدٌ".
قيل: هو الّذي مات في الطّاعون ولم يفرّ منه، وبقي مستسلمًا لأَمْرِ اللهِ، راضيًا به.
وقيل: هو الّذي أصابه الطّعن، وهو الوجع الغالب الّذي يُطْفِىء الرُّوح، كالذّبحة وغيرها، وقد كشف النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - الغطاء فيه في "الموطّأ" (¬2) من طريق أسامة، قال النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرسِلَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُم" وإنّما سُمِّيَ طاعونًا لعموم مصابِهِ وسُرعَةِ قَتلِهِ، فيدخل فيه مثله ممّا يصلُح اللَّفْظ له، وسيأتي بيانُه في كتاب الجامع إنّ شاء الله.
الثّالث: الغريق
إذا لم يغدر (¬3) فهو شهيدٌ، ولا خلافَ فيه.
الرّابع: المبطون
وهو صاحب دَاءِ البَطْنِ، وهو المجبون (¬4) المنخرق الجوف.
الخامس (¬5): صاحب ذات الجَنْبِ
وفي الحديث: "إِنَّهَا نَخسَةٌ مِنَ الشَّيطَانِ" (¬6) فعلى هذا يكون قَتِيلًا: إلَّا أنّ المطعون بمنزلة الّذي يموتُ في المعترَك، وذو الجَنْبِ بمنزلة الّذي يرجع من المعترك فيعيش أيّامًا.
السّادس: الحريق
وهو الّذي يموتُ بالنّار في دار الدُّنيا، فأخبرَ النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه شهيدٌ.
السّابع:
وهو الّذي يموت تحت الهَدْمِ، ولا خلافَ فيه أنّها له شهادة.
¬__________
(¬1) انظره في العارضة: 4/ 285.
(¬2) الحديث (2612) رواية يحيى.
(¬3) كذا.
(¬4) كذا.
(¬5) انظره في العارضة: 4/ 285.
(¬6) أخرجه ابن أبي شيبة (31496) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 573