كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

وصاحبه من جلسائه (¬1).
وقال غيره: حامَّتُه قرابَتُهُ ومن يُحزنه موته.
وقد ذكرنا في المسألة الأُولى بيان ذلك، مع أنّ أعرابيًا (¬2) قال لعمر إذْ رَآهُ يطوفُ بالبيت وهو حامل امرأته (¬3) وسأله عنها، فكان من قوله أنَّه قال: هي أَكُول قامّة، ما تُبْقِي لنا حامّة.
وقوله: "قامّة" أي تَقُّمُّ كلّ شيءٍ لا تَشْبَع.
وقوله: "ما تُبقِي لنا حَامّة" أي لا تبقي لنا أحدًا (¬4).

باب جامع الحِسْبَة في المُصِيبَة
مالك (¬5)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: "لِيُعَزِّ المُسْلِمِينَ في مَصَائِبِهْم، الْمُصِيبَةُ بِي".
الإسناد:
قال أبو عمر (¬6): "هكذا هذا الحديث في "الموطّأ" عند أكثر الروّاة، ورواه عبد الرزّاق (¬7)، عن مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه؛ أنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - كان يُعزّي المسلمين في مصائبهم، فخالفَ في (¬8) الإسناد والمتن.
وقد رُوِيَ هذا الحديث عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا من حديث سهل بن سعد (¬9)، وحديث
¬__________
(¬1) والذي بن شرح غريب الموطّأ لابن حبيب: الورقة 129 "الحامّة: الخاصّة من القرابة، واحدُها حميم".
(¬2) انظر هذه القصة مُسْنَدَة بن التمهيد، وأخبار مكّة للفاكهي (644).
(¬3) في التمهيد: "إذا برجل على عنقه مثل المهاة".
(¬4) في التمهيد: "لا تبقي لنا حامّة، يقول: لا يبقى لها أحد قاربها ممّن يحوم بها من حامّته إلَّا شارَّتَهُ".
(¬5) في الموطّأ (634) رواية يحيى.
(¬6) بن الاستذكار: 8/ 335.
(¬7) في مصنّفه (6071).
(¬8) "في": زيادة من الاستذكار.
(¬9) أخرجه ابن سعد في الطبقات: 2/ 274.

الصفحة 583