كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

العربية (¬1):
الاختفاء الافتعال (¬2) من فعل النَّباش، ومعناه الإظهار، يقال: خفيت الشّيء إذا أظهرته، وأخفيته إذا سَتَرته.
وقد قرئت هذه الآية: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} (¬3) بالفَتْح، و"أُخفيها" بالضمِّ، فمن قرأ "أُخفيها" بالضَّمِّ يريد أكاد أخفيها من نفسي، ومن قرأ "أَخفيها" بالفتح أراد أظهرها.
وقال: أهل المدينة يسمون النبّاش المخْتفي والمُحْتَفي بالحاء غير منقوطة، ويقال: إنّه من الأضداد.
والاحتفاء إقلاع الشيء، وكلّ من اقتلع شيئًا فهو محتفي (¬4)، والّذي عليه قراءة النّاس بالخاء منقوطة.
الفقه في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى (¬5):
قوله: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - الْمُخْتَفِي" فيه دليلٌ على تحريم فِعْلِهِ والتّغليظ فيه، كما لعنَ شارب الخَمْر وبائعها، وآكل الرِّبَا ومؤكله.
واللّعن الإبعادُ في كلام العرب، وهو مستعملٌ في الإبعاد من الخير، فَلَعْنُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - المختفي إنّما هو الدُّعاء عليه بالإبعاد من رحمة الله.
المسألة الثّانية (¬6):
اختلف الفقهاء في قطع النّبّاش:
¬__________
(¬1) الفقرة الأولى من كلامه في العربية مقتبسة من المنتقى: 2/ 29. والثّانية مقتبسة من الاستذكار: 8/ 343، والثالثة من تفسير الموطّأ للبرني: 73/ ب-74/ أبتصرّف.
(¬2) جـ:"افتعال".
(¬3) طه:15.
(¬4) في النسختين اضطراب وتقديم وتأخير، ففي غ: "إقلاع الشيء من كلّ ما يقتلع"، وفي جـ: "الشيء من من كلّ ما يقتلع" والمثبت من تفسير البوني.
(¬5) الفقرة الأولى مقتبسة من الاستذكار: 8/ 344، والثّانية من المنتقى: 2/ 30.
(¬6) انظرها في أحكام القرآن: 2/ 611.

الصفحة 589