كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

قَصْرُ الصّلاة للمسافر
الإسناد (¬1):
الأحاديثُ في هذا الباب صِحَاحٌ، خَرَّجَهَا الأيمّة. وهو بابٌ عظيمٌ اضطربَ النّاسُ فيه؛ لأنّ أحاديثه كثيرة، ومسائله متشعِّبَةٌ. وقد جمع العلماءُ فيه أوراقًا، ونصبوا للبيان فيه رِوَاقًا (¬2)، فيها للطالب ظلٌّ وارفٌ، وكلُّ واحدٍ من علمائنا بها عارِفٌ، فنقول: لابدّ من مقدِّمات في سرد الأحاديث، وتفسير الآيات الواردة في القرآن في ذلك.
والأحاديث الواقعة في الموطّأ حديثان:
أحدهما: حديث عائشة (¬3): "فُرِضتِ الصّلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، فَأُقِرَّت صَلاَةُ السَّفَرِ، وزيدَ في صلاةِ الحَضَرِ".
الحديث الثّاني: حديثُ يَعْلَى بن أُمَيَّهَ (¬4)؛ قال لعُمَرَ بن الخطّاب: إنَّا نَجِدُ صَلاةَ الحَضَرِ في القرآنِ وصلاة الخَوفِ، ولا نجدُ صلاةَ السَّفَرِ فقال له عمر: سألتُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم: كَمَا سَأَلتَنِي فَقَالَ: "هِيَ صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُم، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ". والحديثُ الّذي ذَكَرَهُ مالكٌ (¬5)، عن ابن شهاب، عن رَجُلٍ من آلِ خالدِ بن أَسِيدٍ؛ أنَّه سأَلَ ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنَّا نَجِدُ صلاةَ الخَوْفِ. الحديث.
تنبيه على إسناده:
قال الشّيخ أبو عمر (¬6): "لم يختلف رُواةُ الموطّأ في إسناده، والرَّجُلُ الّذي لم يسمِّه هو أُمَيَّة بن عبد الله (¬7) بن خالد بن أَسِيد بن أبي العيص بن أُمَيَّة بن عبد شمس بن
¬__________
(¬1) انظره في القبس: 1/ 327 - 328.
(¬2) في النُّسَخ: "أسطارا" والمثبت من القبس: 1/ 321 [ط. لأزهري].
(¬3) في الموطَا (390) رواية يحيى.
(¬4) الّذي أخرجه مسلم (686)، ويلاحظ ان المؤلِّف ركَب متن الموطّأ على متن مسلم.
(¬5) في الموطَّأ (389) رواية يحيى.
(¬6) في التمهيد: 11/ 161.
(¬7) انظر الغوامض والمبهمات: 2/ 606.

الصفحة 72