كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 4)

العَيْنِ والماشِيَةِ والحَرْثِ، فهذا إجماعٌ من العلّماء لا يختلفون في تفصيله (¬1).
وأطبق (¬2) العلّماء على أنّ الزكاة في الأموال النّامِيَة العَيْن والحَرْث والماشِيَة، فالحَرْثُ في أربعٍ: في النِّخْل والكُروم (¬3) والزَيْتُون والحُبُوب.
والعين في أربع: في الذَّهبِ والوَرِق والمعدِن والرِّكاز.
والماشية في ثلاث: الإبل والبقر والغَنَم.
حديث: قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ العُشْرُ، وفيمَا سُقِيَ بالنَّضْح ... الحديث" إلى آخره (¬4).
وهذا حديثٌ صحيحٌ من طُرُقٍ.
العربيّة (¬5):
السّماء هو المطر، والعُشْر من هذا الّذي تسقيه السَّماء. والنّضْحُ هو شبه نَهْرٍ يُحْفَرُ بالأرض يُسْقَى به البَعْل من النَّخِيلِ.

باب الزّكاة في العَيْنِ من الذَّهب والوَرِقِ
مالك (¬6)، عن محمّد بن عُقبَة مَوْلَى الزُّبير، أنّه سألَ القاسم بن محمد عن مُكَاتَبٍ لَهُ قَاطَعَهُ بمالٍ عظيمٍ، هل عليه فيه زكاةٌ؟ فقال القاسم: إنّ أبا بكرٍ الصِّدَّيقَ لم يكلن يَأخذ من مالٍ زكاة حتَّى يَحُولَ عليه الحَوْلُ.
الإسناد:
قال الإمام: الحديث موقوفٌ، وقيل مُرْسَلٌ، والَّذي (¬7) رُوِيَ موقوفًا هو حديث
¬__________
(¬1) الّذي في الاستذكار: لا يختلفون في جملة ذلك، ويختلفون في تفصيله.
(¬2) غ، جـ: "وأطلق" ولعلّ الصواب ما أثبتناه.
(¬3) غ: "والكرم".
(¬4) أخرجه مالكٌ في الموطَّأ (724) رواية يحيى.
(¬5) انظر كلامه في العربية في عارضة الأحوذي: 3/ 132.
(¬6) في الموطَّأ (655) رواية يحيي.
(¬7) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبس من الاستذكار: 9/ 31.

الصفحة 22