كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 4)

اختلفت ألفاظ الرُّواة فيه، فقال بعضهم: مِغْفَرٌ من حديد (¬1)
فقيل له (¬2): ابنُ خَطَلِ متعلِّقٌ بأستار الكعبة.
الإسناد (¬3):
هذا حديثٌ انفردَ أيضًا به مالك، لا يُحْفَظُ عن غيره، ولم يروه أحدٌ عن الزّهريّ سواه من طريق صحيحٍ.
وليس في "الموطّأ" مِغْفَرٌ من حديد (¬4)، وكان ابنُ خَطَل يهجو النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -.
واخْتُلِفَ (¬5) في اسم ابن خَطَل هذا؟
فقيل: هلال بن خَطَل (¬6).
وقيل: عبد العزي (¬7) بن خَطَل.
وقيل: عبد الله.
وزعم (¬8) بعض أصحابنا أنّ هذا أصلٌ في قتل (¬9) الذِّميّ إذا سبَّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم -، وهذا غَلَطٌ؛ لأنّ ابنَ خَطَل كان حَرْبِيًّا في دار حَرْبِ، ولم يُدْخِله رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في أمَانِه لأهل مكَّةَ، بل استثناه - وقومُه معه - من ذلك الأمان (¬10)، ومعلوم أنّهم كانوا كلّهم أو أكثرهم لا ينصرفون عن سبِّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. ولم يجعل لابن خَطَل أمانًا؛ لأنّ أمْرَهُ - صلّى الله عليه وسلم - خرج مع (¬11) الأمان لأهل مكّة مَخْرَجًا واحدًا في وقتٍ واحدٍ، ووردت بذلك
¬__________
= النّقل المتسلسل من الاستذكار.
(¬1) في الأصل: "جعفر بن جبير" وهو تصحيف ظاهر، والمثبت من الاستذكار.
(¬2) أي لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم -.
(¬3) الفقرة الأولى من كلامه في الإسناد مقتبسة - بتصرّف - من الاستذكار: 13/ 345.
(¬4) في الأصل: "جعفر بن جرير" وهو تصحيف، والمثبت من الاستذكار.
(¬5) هذا الخلاف مقتبس من التمهيد: 6/ 157.
(¬6) كذا سماه الزبير بن بكّار في جمهرة نسب قريش: 2/ 981.
(¬7) في الأصل: "عبد العزيز" والمثبت من التمهيد.
(¬8) من هنا إلى آخر الفقرة الرّابعة عند قوله: "ذكر ابن أبي شيبة وابن إسحاق" مقتبس من الاسنذكار: 13/ 346 - 350.
(¬9) " قتل" زيادة من الاستذكار يقتضيها السّياق.
(¬10) في الاستذكار: "بل استثناه من ذلك الأمان" وزيادة: "وقومه معه" نرجّح أنّ تكون من إدراج بعض النّسّاخ على نصِّ المؤلِّف.
(¬11) في الاستذكار: "من".

الصفحة 472