كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 4)

المسألة التّاسعة (¬1):
قال: فإن كانت الغَنَم كلها عرجاء أو مريضة (¬2) أو ذات عَوَار؟ كان على رَبَّ الغنمِ أنّ يأتي بما يجزئ عنه، ولم يلزم المصَّدِّق أنّ يأخذَ منها إلّا أنّ يشاء (¬3) ذلك. وقال أبو حنيفة والشّافعيّ: يأخذ منها.
ودليلُنا قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (¬4).
ودليلنا أيضًا من جهة القياس: أنّ هذا حيوان يخرجُ على وَجْهِ القُرْبَةِ، فكان من شرطها (¬5) السّلامة كالضّحايا، وهذا القياس إنّما يتَّجِهُ على قول ابن القصّار أنّ ذا (¬6) العيب لا يجزئ وإن كانت قيمته أكثر. ومذهب مالكٌ؛ أنّها (¬7) تجزئ إذا كانت أفضل للمساكين من السليمة (¬8).
العربيّة:
قوله: "ابْن لَبُون " ابن سَنَتَيْن، و"ابن مَخَاض": ابن سَنَة، و"والحِقَّة": الّتي أكملت الثّلاث سنين ودخلت في الرّابعة. و"الجذعة": هي الّتي دخلت في الخامسة.
وقوله (¬9): "وفي الرِّقَةِ إِذَا بَلَغَتْ خَمْسَ أَوَاقٍ" قَالَ علماؤنا (¬10): الرِّقة اسمٌ للفِضَّة (¬11)، ويقال: إنها الموازنة. وحكَى عبد الوهّاب أنّ من أصحابنا من قال: هو اسمٌ للذَّهب والوَرِقِ معًا، والأوّل أظهر.
¬__________
(¬1) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: 2/ 131.
(¬2) في المنتقى: "كلها تيوسًا أو هرمة".
(¬3) في المنتقى: "إلَّا أنّ يرى".
(¬4) البفرة: 267.
(¬5) في المنتفى: "شرطه".
(¬6) غ، جـ: "ذلك" والمثبت من المنتقى.
(¬7) غ، جـ: "أنّه" والمثبت من المنتقى.
(¬8) غ، جـ: "السائمة" والمثبت من المنتقى.
(¬9) هذه الفقرة مقتبسة من المنتقى: 2/ 131.
(¬10) المقصود هو الإمام الباجي.
(¬11) في المنتقى: "للوَرِق".

الصفحة 62