كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

"مَا أَنْفَقَتْهُ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زوْجِهَا غير مُفْسِدةٍ كَان لَهُ أَجْرُ ذلك" الحديث (¬1). وهذا في غير النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، وأمّا في حقه فلا حُرْمَةَ للمال دونه.
الفائدةُ الثّالثة (¬2):
قوله: "كانَت تَفْلِي رَأسَهُ" يدلُّ على أنّ المرء له أنّ يتفقّد نفسَهُ بنَفْيِ دَرَنِهِ، وأمّا الحيوان، فلا أعلم له ذكرًا إِلَّا في هذا الحديث.
وأمّا الدَّرَنُ، فلم يكن للنَّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم - دَرَنٌ قط، بل ريحه ريح المسك، ونفحته نفحة مسك، فقد كان ينام - صلّى الله عليه وسلم - عند أمّ سليم فتجمع عرقه وتذيب بها عطرها، وتقول: هذا أَطيَب الطِّيبِ (¬3).
الفائدةُ الرّابعة (¬4):
قوله: "فَنَامَ" وكان قائلًا، لقوله: "دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا" ولم يقل: ليلةً، ونومُ القائِلَةِ أصل في مَعُونَةِ الدِّين لمن يقومُ اللَّيلَ ويُحْيِيهِ بالطّاعة.
الفائدةُ الخامسة (¬5):
قوله: "فَاسْتَيقَظَ وَهُوَ يَضحَكُ" إنّما يكون ذلك من مفروحٍ به، كما أنّ البكاء
¬__________
(¬1) أخرجه البخاريّ (1441)، ومسلم (1023) من حديث عائشة.
(¬2) أورد المؤلّف هذه الفائدةُ في العارضة: 7/ 146 - 147.
(¬3) أخرجه مسلم (2331) من حديث أنس بن مالك.
(¬4) أورد المؤلْف هذة الفائدةُ في العارضة: 7/ 147.
(¬5) أورد المؤلِّف هذه الفائدةُ فى العارضة: 7/ 147.

الصفحة 101