حيّ (¬1)، وهذا يقتضي أنّه كان يجب على المسلمين وقايته - صلّى الله عليه وسلم - بأنفسهم وبذلها دونه، وإنّما (¬2) أدخله مالك في فضيلة الجهاد وما (¬3) كان عليه السّلف من الوقاية لرسول الله.
حديث مالكٍ (¬4)، عن يحيى بن سعيد, أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - رَغَّبَ في الجهاد، وذَكْرَ الجنةَ، ورجلٌ من الأنصار يأكُل تَمَرَاتٍ في يدِه، فقال: إنِّي لحريصٌ على الدّنيا إنَّ جَلَستُ حتّى أفرُغَ منهنّ، فَرَمَى ما في يده، فحملَ بسيفه، فقاتل حتّى قُتِلَ.
الإسناد:
الحديثُ مُرْسَلٌ ولكنه صحيحٌ في مَتْنِهِ، ويُسنَدُ من طريق آخر غير هذا (¬5).
وفي هذا الحديث خمس فوائد:
الفائدةُ الأولى (¬6):
قوله:"رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَأكُلُ تَمَرَاتٍ في يَدِهِ". ذكر أهل السَّير (¬7) أنّه عُمِير بن الجموح الأنصاري السُّلمي (¬8)، فحمله يقينُه لما قاله رسول الله- صلّى الله عليه وسلم - على أن طرح التمرات وحمل بسيفه، وذكر أهل السِّيَر (¬9) الواقدي (¬10) وغيره أنّه حمل وهو يقول:
¬__________
(¬1) تتمة الكلام كلما في المنتقى: "وإنّ من حيى منهم بعد ذلك فلا عذر له عند الله".
(¬2) الكلام التّالي من إضافات المؤلِّف على نصّ الباجي.
(¬3) لعلّ الصّواب: "ولما".
(¬4) في الموطَّأ (1339) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (908).
(¬5) أخرجه البخاريّ (4046)، ومسلم (1899) موصولًا من حديث جابر بن عبد الله.
(¬6) اقتبس المؤلِّف هذه الفائدةُ من المنتقى: 3/ 214 - 215.
(¬7) انظر سيرة ابن هشام: 1/ 627 - 628 نقلًا عن ابن إسحاق.
(¬8) نصّ على تعيين الرَّجل كلّ من الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة: 204 - 206، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة: 2/ 186.
(¬9) الرَّجَزُ التالي نقله ابن عبد البرّ في الاستذكار: 14/ 296 - 297، والتمهيد: 24/ 99 عن ابن إسحاق، ولم نجده في المطبوع، وانظره في الإصابة: 4/ 715، وتعجيل المنفعة: 2/ 87.
(¬10) "الواقدي وغيره" من زيادات ابن العربي على نصَّ الباجي، ولم نجد هذا الخبر فى المغازي=