كتاب الضّحايا
ولا بدَّ في صدر هذا الكتاب من ثلاثِ مُقَدِّماتٍ:
المقدِّمة الأولى في سرد الآي والآثار في فضيلة الأُضحِية
قال الإمام: وليس في فَضلِ الأُضْحِيَّة حديثٌ صحيحٌ يُعَوَّلُ عليه، وقد رَوَى النّاسُ فيها عجائب لم يصحّ منها شيءٌ (¬1)، ومنها قوله: "إنَّهَا مَطَايَاكُم إلى الجَنَّةِ، غَيْرَ أَنَّهُ مأْجُورٌ في ذلك وَمَخلُوفٌ لهُ" (¬2).
والأصلُ في هذا الباب قصة إبراهيم الخليل، وما ابتلاهُ الله به من ذبْح ابنه، ثمّ فِدَائِهِ بِذبحٍ عظيم، قال الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ... الآية (¬3)، القصة مذكورة في "الكتاب الكبير" (¬4) بأبدع بيانٍ.
وقولُ الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} الآية (¬5).
¬__________
(¬1) انظر مثل هذا النص في العارضة: 6/ 288.
(¬2) لم نجده بهذا اللفظ، ورُوِيَ بنحوه من حديث أبي هريرة، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس: 1/ 85 (268) من طريق ابن المبارك بسنَدٍ ضعيف جدًا، كما نصّ على ذلك العجلوني في كشف الخفاء: 1/ 133، ونقل عن ابن الصلاح أنّه قال: "هذا الحديث غير معروف ولا ثابت فيما علمناه" قلنا: انظر كلام ابن الصلاح في مشكل الوسيط: الجزء 2 لوحة 145/ أ [عن هامش كتاب الوسيط للغزالي: 7/ 131].
(¬3) الصافات: 102.
(¬4) لعلّه يقصد كتاب "أنوار الفجر في مجالس الذِّكر"، وانظر أحكام القرآن: 4/ 1617 - 1620.
(¬5) الحجِّ: 37، وانظر أحكام القرآن: 3/ 1294، وواضح السبيل إلى معرفة قانون التّأويل: 192/ أ.