كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

أَنَّ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:"الْخَيْلُ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلرَجُلٍ سِتْرٌ، وعلى رَجُلٍ وِزرٌ ... " الحديثُ إلى آخره.
الإسناد:
قال القاضي رضي الله عنه: هذا حديثٌ صحيحٌ مُتَّفَقٌ على صحَّته، خرَّجَهُ مسلم (¬1) والبخاري (¬2) والأَيِمَّة (¬3).
وفي هذا الحديث ستُّ فوائد:
الأولى (¬4):
قوله: "الْخَيْلُ ثَلاثَةٌ (¬5): لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلرَجُلٍ سِتْرٌ، وعَلَى رَجُلٍ وزرٌ. وأَمَا الَّذِي هِي لَهُ أَجْرٌ فهُو الَّذِي أَعدَّهَا للِجِهَادِ في سَبِيلِ الله، فَأَطَالَ لهَا في مَرْجٍ أوْ رَوْضةٍ". يعني: طوَّل لها حبلها الّذي ربطها به في مَرْجٍ ترعى فيه أو رَوْضَةٍ.
فالمَرْجُ: المطمئنّ من الأرض.
والرَّوْضة: ما ارتفع من الأرض.
الثّانية (¬6):
قوله: "فَاسْتَنَّتْ (¬7) شَرَفًا أَوْ شَرَفَينِ" يعني: قطعت الحبل الّذي ربطت به في مَرْجٍ
¬__________
(¬1) الحديث (987).
(¬2) الحديث (2860).
(¬3) كالإمام ابن أبي شيبة: 12/ 484، وأحمد: 2/ 101، 283، والترمذي (1636)، والنسائي: 6/ 615، والبيهقي: 10/ 15، وغير هم.
(¬4) هذه الفائدةُ مقتبسة من تفسير الموطَّأ للقنازعي: الورقة 211.
(¬5) قوله: "ثلاثة" هي رواية مسلم، وفي رواية القعنبيّ:"لثلاثة" كما في مسند الموطَّأ: 321 وكذلك في الأصل المنقول عنه وهو تفسير الموطَّأ للقنازعي.
(¬6) هذه الفائدةُ مقتبسة من تفسير الموطَّأ للقنازعي: الورقة 211.
(¬7) يقول ابن حبيب في شرح غريب الموطَّأ: الورتة 63 [1/ 346] وأمّا قوله: فاستَنَّت، فمعناه: =

الصفحة 16