كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

باب ادّخَار لحوم الضَّحايا
مالك (¬1)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكَّىَّ، عَن جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ؛ أَنْ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - نَهى عَنْ أَكلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: "كُلُوا، وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا" (¬2)، و "تَصَدَّقُوا" في بعض طرقه (¬3).
الإسناد:
قال الإمام: الحديث صحيحٌ من طُرُقٍ (¬4)، وخرّجه الأيمّة (¬5)، وفيه علمٌ كثيرٌ.
الأصول (¬6):
قولُه: "نَهى عَنْ لُحُومِ الأضَاحِي" هل يقتضي التّحريم؟ أو يُحْمَل ذلك على الكراهية؟ فظاهرُهُ يقتضي التَّحْريم، وقد يصحّ حمله على الكراهة بدليلٍ إنَّ وُجِدَ.
وقد اختلف النّاسُ في تأويله:
فتأوَّله قومٌ على التّحريم، وأن النَّسْخَ بإباحته طرأ بعد ذلك.
وحَمَلَهُ قومٌ على الكراهية.
¬__________
(¬1) في الموطَّأ (1392) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (2135)، والقعنبي (684)، وابن القاسم (155)، وعلي بن زياد (14)، ومحمد بن الحسن (635، 636)، واسماعيل ابن أبي أُوَيس عند الجوهري (240)، وإسحاق بن عيسى الطبّاع عند أحمد: 3/ 388، وابن وهب عند الطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/ 186، والشّافعيّ عند البيهقي: 9/ 209، 291، ويحيى النيسابوري عند مسلم (1972).
(¬2) هذه رواية أبي مصعب، والقعنبي، وابن زياد.
(¬3) وهي رواية يحيى.
(¬4) فقد أخرجه مسلم (1971)، وإسحاق بن راهويه في المسند (469) من طريق روح عن مالك، كما اخرج الشطر الأوّل منه البزاز في غرائب مالك (138، 139).
(¬5) انظر المصادر السابقة.
(¬6) كلام المؤلِّف في الأصول مقتبس من المنتقى: 3/ 93 - 94.

الصفحة 187