كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

الإسناد:
هذا حديثْ مُرْسَلٌ، ويُسْنَدُ من طُرُقٍ صحاح (¬1).
الفوائد المتعلقة بهذا الحديث:
الأولى:
قوله: "أَلَا أُخبرُكُم بِخَيرِ النَّاسِ": إنّما يكون خير النَّاس إذا كان ممّن يقيمُ الفرائضَ ويجتنب المحارِمَ* (¬2).
قال القاضي: قوله: "رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ في غُنَيْمَةٍ": يريد به وقتَ الفتنة والكفر، فينبغي له الخروج والفرار بِدينِه.
وأمّا قولُه (¬3) "رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، يُجَاهِدُ في سَبِيلِ الله" فقال علماؤنا: فائدةُ الجهادِ: نيل الفضيلة، وتحصيل الغنيمة، وتحقيق الموعد.
أمّا نيل الفضيلة، فقد بدأ به مالك في أوّل الكتاب، وقد رُويَ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قيل له: يَا رَسُولُ الله، مَا بَالُ النَّاسِ يُفتَنُونَ في قُبُورِهِم إِلَّا الشُّهَدَاءَ؟ فَقَال:" كَفَى
¬__________
(¬1) عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، من هذه الطرق، ما رواه ابن المبارك في الجهاد بإسناد حسن (169)، وسعيد بن منصرر (2434) وابن أبي شيبة: 5/ 294، وأحمد 1/ 237، 319، وعبد بن حميد (668) والدارمي (2400)، والترمذي (1652)، والنسائى: 5/ 83, وابن حبّان [في موارد الظمآن: 384]، والطبراني في الكبير (10768 - 10767) وغيرهم،
(¬2) هذا الشرح مقتبس من تفسير الموطَّأ للبوني: اللّوحة 66/ ب.
(¬3) من هنا إلى بداية شرحه حديث عبادة، ورد في القبس: 2/ 584 - 588.

الصفحة 22