كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

كتاب الجهاد وأحكامه ومقَّدماته
وفيه ثلاث مقدِّماتٍ: المقدِّمةُ الأولى: في اشتقاقه لغة. الثّانية: في شرح الآيات الواردة فيه. الثّالثة: في وجوبه.

المقدمة الأولى
قال علماؤنا (¬1): الجهادُ مأخوذٌ من الجَهْدِ، وهو التَّعَب، فمعنى الجهاد في سبيل الله: هو المبالغة باتِّفاق في إتعاب الأنفس في ذات الله تعالى، وإعلاء كلمته الّتي جعلها الله طريقًا إلى جنَّته وسبيلًا إليها. قال الله عَزَّ وَجَلَّ في عموم الخطّاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} (¬2).
وقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (¬3)، فيدخل فيه القتال وغيره، لقوله: "جَاهدُوا الكفَّارَ بأيديكُم وأَلْسِنَتِيكُم" (¬4)، ثمّ صارت اللُّغةُ في الجهادِ على الإطلاق في قتال العدوّ.
¬__________
(¬1) المقصود هو ابن رشد في المقدِّمات المُمَهَّدات: 2/ 341،وقد زاد المؤلِّف بعض الزيادات على نصّ ابن رشد.
(¬2) التوبة: 73، وانظر: أحكام القرآن: 2/ 977.
(¬3) الحجِّ: 78، وانظر: أحكام القرآن: 3/ 1304.
(¬4) أخرجه- مع اختلاف في الألفاظ- الدارمي (2436)، وأبو داود (2469)، والنسائي: 6/ 7، وفي الكبرى (4304)، وابن حبّان (موارد الظمآن 168)، والحاكم: 2/ 81 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وصححه النووي في رياض الصالحين (1351).

الصفحة 5