كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

وتحقيقُهُ (¬1):
أنّ القتالَ ينقسمُ على أربعةِ أقسامٍ:
1 - جهادٌ بالقلبِ.
2 - وجهادٌ باللِّسانِ.
3 - وجهادٌ باليدِ.
4 - وجهادٌ بالسَّيفِ.
تنقيح ذلك:
وأمّا "جهاد القلب" فهو مجاهدةُ الشَّيطانِ، ومجاهدةُ النَّفسِ عن الشَّهوات المحرَّماتِ، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ..} الآية (¬2).
وقوله -عليه السّلام-: "جئتُم مِنَ الْجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الأَكَبَرِ. قِيلَ: وَمَا هُوَ؟ قالَ: مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَنِ الهَوَى" (¬3).
وأمّا "جهاد القول (¬4) " فهو الأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكر.
¬__________
(¬1) هذا التحقيق مع تنقيحه مقتبسٌ من المقدِّمات: 2/ 341 - 342 مع بعض الإضافات.
(¬2) النازعات: 40.
(¬3) هذا حديث مكذوب على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وورد بألفاظ متقاربة منها ما أخرجه الخطيب البغدادي فى تاريخه: 13/ 324 - 523 عن جابر بلفظ: "قدم النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - من غزاة له، فقال لهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: " قَدمْتُمْ خير مَقْدمٍ، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر،، قالوا: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال:"مجاهدة العبد هواه" ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى: 39.
قلنا: هذا سند مظلم، فيه يحيى بن العلّاء البجلي، قال عنه أحمد بن حنبل: كذّاب يضع الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطي: متروك الحديث. انظر تهذيب الكمال: 8/ 76 (7490).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: 11/ 197 "وأمّا الحديث الّذي يرويه بعضهم، أنّه قال فى غزوة تبوك: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، فلا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - وأفعاله، وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوّع به الإنسان". انظر الأسرار المرفوعة: 127 (480)، وكشف الخفا: 1/ 424.
(¬4) أي جهاد اللِّسان.

الصفحة 6