كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 5)

العربيّة:
قال علماؤُنا المحدِّثون: هي جُدَّامة بضمّ الجيم وبتشديد (¬1) الدَّالِ المُهْمَلَةِ (¬2)، والغِيلَةُ: بكسرِ الغَيْن ولا يجوز الفتح (¬3).
وأصلُ الغِيلَة هاهنا: الشّرَ، يقال: غَايَلَهُ، أي: أَضَرَّهُ، وتقولُ، في تصويف الغِيل، قد أغال الرَّجُل وَلَدَهُ يُغِيلُه إِغّالةً وغَيْلًا، والولدُ مُغَالٌ، ومُغْيَلٌ والاسم منه الغيلة، والغِيلَةُ أيضًا -بكسر الغين-: أنَّ يخدع الرَّجُلُ الرَّجُلَ فيقتله (¬4).
الأصول (¬5):
قال الإمامُ: قول النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - (¬6): "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ".
ذكر علماؤُنا في ذلك: أنَّه دليلٌ على جَوازِ حُكْمِ النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - بالاجتهادِ؛ لأنَّه لو كان وَحْيًا لم يَرِد عنه إِلَّا ما يَرِد نَسْخًا, ولكنَّ الحِكْمَةَ في ذلك والنُّكْتَةَ فيه أمرٌ يجبُ أنَّ تُحَصِّلُوهُ؛
¬__________
= وابن القاسم (95)، والقعنبي عند الجوهري (252)، ومعن عند ابن سعد في الطبقات: 8/ 243، ومنصور بن سلمة وابن مهدي عند أحمد: 6/ 361، وخالد بن مخلد عند الدارمي (2223)، وخلف ابن هشام ويحيى بن يحيى النيسابوري عند مسلم (1442)، والطباع وابن وهب عند التّرمذيّ (2077)، والتنيسي عند الطبراني في الكبير: 24/ 208 (534).
(¬1) انظر المؤتلف والمختلف للدارقطني: 2/ 899.
(¬2) قال الدارقطني: "هي بالجيم والدّال المهملة، ومن ذكرها بالذّال المعجمة فقد صَحَّفَ" عن تهذيب الكمال للمزي: 35/ 145، انظر أخبار جذامة في طبقات ابن سعد: 8/ 243، والاستيعاب: 8/ 1800، والاصابة: 7/ 551.
(¬3) قال مالك في الموطّأ: 2/ 127 رواية يحيى: "والغيلة أيَمَسَّ الرَّجُلُ امرأَتَهُ وهي تُرْضعُ" زاد ابن حبيب في شرح غريب الموطَّأ: الورفة 84احملت أو لم تحمل، عزلها أو لم يعزل، وكذلك سمعت ابن الماجشون يقول" وانظر تفسير البوني للموطَّأ: 93/ أ.
(¬4) انظر إصلاح الموطَّأ لابن السِّكِّيت: 10، 272.
(¬5) في حديث الموطَّأ السابق ذِكْرُهُ.
(¬6) انظره في القبس: 2/ 774 - 774.

الصفحة 689