كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 6)

هو أبو سعيد الخدري، والثّاني سعد بن أبي وقّاص.
وقيل: إنَّ أحدَهما سعد بنُ عبادة، والآخر سعد بن أبي وقّاص، وهو الصّحيح (¬1).
وأنا حديث عطاء بن يَسار (¬2): أنّ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ بَاعَ سقَايَةً من ذهَب بِأَكْثَرَ مِنهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّردَاءِ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ يَنهَى عَنْ مِثلِ هَذَا إِلَّا مِثلًا بِمِثْلٍ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا أَرَى بِهَذَا بَأسا، فَقَالَ أَبُو الدردَاءِ: مَنْ يَعذِرُني مِنْ مُعَاوِيَةَ، أُخبِرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ، وُيخبِرُنِي عَنْ رَأيِهِ، لَا أُسَاكِنُكَ بِأرضٍ أَنتَ فِيهَا، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الدَّردَاءِ عَلَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فكتب عُمَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَلَّا تَبِيعَ شَيئًا من ذَلِكَ إِلّا مِثلًا بِمِثلٍ، وَزنًا بِوَزنٍ.
حديث أخر: رَوَى مُجَاهِدٌ أَنَّهُ قَالَ: كنت مَعَ ابنِ عُمَرَ، فَجَاءَهُ صَائِغٌ (¬3) فَقالَ: يَا أَبَا عَبدِ الرّحْمَنِ إِنِّي أَصُوغُ الذَّهَبَ، ثُمَّ أَبِيعُ الشَّيءَ من ذَلِكَ بِأَكثَرَ مِنْ وَزنِهِ، فَأَستفضِلُ مِنْ
¬__________
= في آخر الحديث أنّ أحد السّعدين سعد بن مالك، ولا أعلم في الصّحابة سعد بن مالك إِلَّا سعد بن أبي وقّاص وأبا سعيد الخدري، فأمَّا سعد بن أبي وقّاص فهو سعد بن مالك بن وهيب ... وأمّا أبو سعيد الخدري فهو سعد بن مالك بن سنان ... والأظهر الأغلب أنّه سعد بن أبي وقّاص".
(¬1) وهو الّذي اختاره ابن عبد البرّ في التمهيد: 24/ 106.
(¬2) في الموطَّأ (1848) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (2541)، وسويد (235)، والقعنبي عند الجوهري (348)، والشّافعيّ في الرسالة (1228)، ويحيى بن سعيد القطان عند أحمد: 6/ 448، وقتيبة بن سعيد عند النسائي: 7/ 279، وانظر تعليق بشار عواد معروف على الموطَّأ رواية يحيى.
(¬3) الصائغ هو وردان الرومي، انظر غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال: 1/ 298.

الصفحة 100