كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 6)

قال الإمام (¬1): هذا الرَّجل منقِذ بن عَمْرو الأنصاريّ المازني (¬2)، جدّ واسع بن حَبَّان، وكان سببُ ذلك أنّه أصابتهُ في رأسِه في الجاهليّةِ مأمومة (¬3)، فغيّرت لسانه وبعض ميزه (¬4).
وقيل: إنّه حَبان بن منقِذ، فقال له النّبيّ -عليه السّلام-: "بعْ، وَقُلْ: لَا خِلَابَةَ، وَأَنتَ بِالخِيارِ" (¬5).
فقال بعضُ النَّاس: إنَّ هذا خاصٌّ بهذا الرَّجل لضَعفِه عن التَّحرُّز.
وقد قال بعض العلماء: إنَّ الحديث يُحملُ على عمومه حتّى يخصِّصه الدّليل القاطع.
الفقه في سبع مسائل:
الأُولى (¬6):
روى عبدُ الوهَاب في "إشرافه" (¬7) أنّه "إذا تبايع النَّاسُ بما لا يُتَغَابَن بمِثْلِه في العادة، وكان أحدهما مِمَّن لا يخبر سعر ذلك المَبِيع، فاختلف أصحابنا في ذلك:
فمنهم من يقول: لا خِيَارَ له، وبه قال أبو حنيفة (¬8) والشّافعيّ (¬9).
ومنهم من يقول: له الخِيَار إذا زاد الغبنُ على الثُّلُث، أو خرج عن العادة.
¬__________
(¬1) ما عدا السّطر الأخير مقتبس من المنتقى: 5/ 108.
(¬2) انظر أخباره في الاستيعاب: 8/ 1451؛ والإصابة: 6/ 224.
(¬3) الأَمَهُ: النِّسيان وذهاب العقل.
(¬4) انظر هذه الرِّواية مُسْنَدَةً في كتاب غوامض الأسماء المبهمة: 1/ 109 - 111.
(¬5) انظر المصدر السابق، وقد رجّح ابن عبد البرّ في الاستذكار: 99/ 21 القول الأوّل.
(¬6) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: 5/ 108.
(¬7) 1/ 250 - 251 وقد تصرف الباجي في نقله من كتاب الإشراف.
(¬8) انظر مختصر الطحاوي: 74.
(¬9) انظر الحاوي الكبير: 5/ 66.

الصفحة 167