بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيْعِ العُزبَانِ
مَالِك (¬1)، عَنِ الثِّقَةِ (¬2)، عَنْ عَمرِو نجنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه. عن جَدِّهِ؟ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيعِ الْعُرْبَانِ.
قال الإمام: يقالُ: إنَّ الثِّقة الّذي لم يسمّه مالك في سَنَدِ هذا الحديث هو: بُكَيْر بن عبد الله بن الأشجّ (¬3).
وقد تكلَّمَ النَّاسُ في سَنَدِ هذا الحديث، فقال يحيى بنُ مَعِينٍ: أحاديث عَمْرو بن شُعَيْب عن جدَّه صِحَاحٌ. وقال قوم (¬4): هي واهيةٌ؛ لأنّها بِيدِهِ صُحُفٌ، ولم يَسْمَع بعضُهُم من بعض.
وأمّا الثِّقَةُ، فهو بُكَيْر بن الأشجّ (¬5)، ولم يرو عنه مالك (¬6)، وإنّما رَوَى عن وَلَدِهِ مَخْرَمَة (¬7)، ويكنى بأبي المِسْوَر، تُوُفِّيَ في زمان هشام.
ولم (¬8) يذكر عنه (¬9) مالك في "الموطَّأ" إِلَّا هذا الحديث، وحديث: "الرَّاكِبُ شَيطَانٌ والراكبان شيطانان، وَالثلاثَةُ نَفَرٌ" (¬10).
¬__________
(¬1) في الموطَّأ (1781) رواية يحيى.
(¬2) هكذا قال يحيى عن مالك، عن الثقة، وتابعه على ذلك: أبو مصعب (2470)، وسويد (217)، والطباع كما عند أحمد: 2/ 183.
أمّا القعنبيّ كما عند الجوهري (849)، وهشام بن عمار عند ابن ماجه (2192)، فقالا: "عن مالك أنّه بلغه عن عمرو بن شعيب ... ".
(¬3) لا ندري كيف يصحّ أنّ يكون الثقة هو بكير ولم يثبت له سماعٌ من عمرو بن شعيب، ويرى ابن عبد البرّ في الاستذكار: 19/ 8 - 9 أنّ أشبه ما قيل فيه أنّه ابن لهيعة؛ لأنّ هذا الحديث أكثر ما يُعْرَف عند ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب. وانظر التمهيد: 24/ 176.
(¬4) المقصود هو البوني في تفسير الموطَّأ: 93/ أ.
(¬5) انظر أخباره في تهذيب الكمال: 1/ 379 (752) [ط. 1418].
(¬6) وهر الّذي نصّ عليه العجلي كما في تهذيب الكمال: 1/ 379.
(¬7) انظر أخباره في تهذيب الكمال: 7/ 57 - 58 (6421).
(¬8) هذه الفقرة مقشة من تفسير الموطَّأ للبوني: 93/ أ.
(¬9) أي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه.
(¬10) في الموطَّأ (2801) رواية يحيى.