كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 6)

لها فقال (¬1): "المُحَاقلَةُ: اكتِرَاءُ (¬2) الأَرض بالحِنْطَةِ" وكذلك قال ابنُ المُسَيَّب (¬3).
وقال أبو عُبَيد (¬4): سمعتُ غيرَ واحدٍ ولا اثنينٍ من أهلِ العِلْمِ قالوا: المُحاقَلةُ: بَيعُ الزّرع وهو في سُنبُلِهِ بالبُرِّ، وهو مأخوذٌ من الحَقْلِ.
وقال الهَروي (¬5) وغيره (¬6): يريدُ نهى عن بَيعِ الزّرع الّذي في الحقل، فكَنَى بالحقل عن الزّرع الّذي في الحقل، وعلى هذا التّفسير فهمه البخاريّ فبوّب عليه (¬7)، فقال: "بَابُ بَيْعِ الخضر" ثمّ أدخل هذا الحديث (¬8)، وعلى هذا التّأويل أكثر العلماء (¬9).
وقال ابنُ حبيب (¬10): "أصلُ المزابنةِ: المخاطرةُ والغَرَرُ، والزَّبنُ هو الخِطَار، (¬11). وقال غيرُه: الزّبن الدَّفعُ، تقول: زبنَتْهُ النَّاقَةُ إذا دفعتهُ برِجْلِها، فكأنّ هذا الضّرب من البَيْع الّذي تدخله المزابنة يقع فيه التّدافع (¬12).
وقال غيرُه: معنى ذلك أنّ كلَّ واحدٍ منهما قد دفع صاحبه إلى الغَرَر.
¬__________
(¬1) في حديث الموطَّأ (1828) رواية يحيى.
(¬2) في الموطَّأ: "كراء"، وكذلك في الأصل المنقول منه وهو تفسير الموطَّأ للبوني.
(¬3) في حديث الموطَّأ (1829) رواية يحيى.
(¬4) في غريب الحديث: 1/ 229 - 230.
(¬5) لم نجده في المطبوع من الغريبين، وهو من زيادات المؤلِّف على نصِّ البوني.
(¬6) انظر الاقتضاب في غريب الموطَّأ: 70/ ب.
(¬7) في الجامع الصّحيح المُسنَد.
(¬8) هو برقم (2207).
(¬9) تتمّة الكلام كما في تفسير الموطَّأ للبوني: 94/ أ " لأنّه بيّن الغرر".
(¬10) في تفسيره لغريب الموطَّأ: الورقة 75 [1/ 375] قد اقتبس المؤلِّف كلام ابن حبيب بواسطة البوني.
(¬11) تتمّة الكلام كما في شرح الغريب: " ... والخطارُ من القِمَار، والقِمَار من الميسر الّذي حرم الله في كتابه".
(¬12) تتمّة الكلام كما في تفسير الموطَّأ للبوني: 94/ أ "كأنّ المتبايعين إذا وقعا [واحد] منها على الغبن، أراد المغبون أنّ يفسخ البيع، وأراد الغابنُ أنّ يُمضيه، فتزابنا، أي تدافعا واختصما".

الصفحة 92