كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
يكمل له السّلام؛ لأنّه لم يكمل صلاتَه (¬1).
والأصل في هذا الباب: قولُه تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (¬2).
الثّانية (¬3):
لا يقل في أوّل السّلام: عليك السّلام، فقد رَوَى جابر بن سُلَيْم وغيره؛ أنّ رجلًا (¬4) قال للنَّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم -: عليك السّلام، فنهاه وقال: "إِنَّما هِيَ تَحِيَّة المَيِّت (¬5) وأراد النّبيُّ -عليه السّلام- بذلك أنّها العادة في السّلام على الميِّت، فكرهها لأجل ذلك. قال الشاعر (¬6):
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قيسَ بنَ عاصِمٍ ..... وَرَحمَتْهُ مَا شَاءَ أنّ يتَرَحَّمَا
وقالت الجِنُّ ترثي عمر (¬7):
عَلَيكَ سلامٌ مِنْ أَمِيرٍ وبارَكَت ..... يَدُ اللهِ في ذَاكَ الأدِيمِ المُمَزَّقِ
إِلَّا أنّ يردّ السّلام فيقول: عليك السّلام، كذلك قالت عائشة لجبريل (¬8)، وقالت الملائكةُ لَادم مثل ما قال لها: السّلام عليك ورحمة الله. خرّجه البخاريّ (¬9) وغيره، وكلاهما عندي صحيحٌ.
¬__________
(¬1) انظر العارضة: 2/ 98.
(¬2) النِّساء: 86.
(¬3) انظرها في العارضة: 10/ 166 - 168.
(¬4) الّذي وجدناه في المصادر الحديثية؛ أنّ هذا الرَّجل هو جابر بن سُليم نفسه.
(¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف: 8/ 617، وأحمد: 5/ 63، وأبو داود (4075، 4084، 5209 م، والترمذي (2722) وقال: "هذا حديث حسنٌ صحيحٌ"، والنّسائي في اليوم واللّيلة (317، 318)، والطّبراني في الكبير (6384 - 6388)، والحاكم: 4/ 186 بروايات مطوّلة ومختصرة.
(¬6) هو عبدة بن الطِّيب، والببت في ديوانه الّذي جمعه بحيى الجبوري: 87.
(¬7) البيت للشمّاخ بن ضرار، وقد أورده صلاح الدِّين الهادي في ملحق ديوانه: 448.
(¬8) أخرجه البخاريّ (6249) عن أبي سَلَمَة بن عبد الرّحمن عن عائشة.
(¬9) الحديث (7227) من حديث أبي هريرة.
الصفحة 509
632