كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

الرّابعة (¬1):
لو دخل ولم يُسَلِّم، أُمِرَ أنّ يرجع فَيُسَلِّم.

ما جاء في التَّشمِيتِ في العُطاس
الأحاديث:
قال الإمام: حديثُ عبد الله بن أبي بكر (¬2) في هذا الباب حديثٌ مرسَلٌ عند جميع الرُّواة للموطّأ، وأصحّه حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أنّه قال: " يُشَمَّتُ المُسلِمُ إِذا عَطَسَ ثلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِنْ زَادَ فَهوَ زُكَامٌ" (¬3)، وفي الصّحاح: "العُطَاسُ مِنَ الله، وَالتَّثاؤُبُ منَ الشَّيطَانِ" (¬4).
الأصول (¬5):
قوله: "العُطَاسُ مِنَ الله، وَالتَّثاؤُبُ منَ الشَّيطَانِ" معناه أنّ العُطاسَ لمّا كان سببُهُ محمودَا، وهو خِفَّة الجسم الّتي كانت عن قلَّة الأخلاط، أو رقَّتها الّتي تكون عن قلَّة الغذاء وتلطيفه، وهو أمرٌ ندبَ اللهُ إليه؛ لأنّه يُضعِف الشّهوة الّتي هي من جند الشَّيطان، ويُحبِّبُ الطّاعة، ومن أجل ذلك أُضيف إلى الله تعالى. ولمّا كان التَّثاؤُبُ بضدِّه في جميع هذه الوجوه على ترتيبها، أُضِيفَ إلى الشَّيطان.
¬__________
(¬1) انظرها في العارضة: 10/ 174.
(¬2) في الموطَّأ (2769) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (2031)، وسُويد (669)، ومحمد ابن الحسن (954).
(¬3) أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد: 17/ 327 من طريق أبي داود (4996).
(¬4) أخرجه بلفظ المؤلِّف الحميدي (1161)، والترمذي (2746)، والحاكم: 4/ 264 وصححه ونحوه في البخاريّ (6226) عن أبو هريرة.
(¬5) انظر كلامه في الأصول في العارضة: 10/ 197 - 198.

الصفحة 517