كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

المسألة الرّابعة (¬1):
كيف يكون التَّشميت؟
فقيل: يقولُ المُشَمِّتُ: يرحمك الله. ويقول العاطسُ: يغفر الله لي ولكم. قاله ابن مسعود (¬2).
وقيل: يقولُ يَهديكُم اللهُ ويُصلح بالكُم (¬3). قاله عبد الوهّاب (¬4).
وقيل: ليقل ما شاء من ذلك. قاله مالك (¬5).
وقيل: يقول: يرحمنا اللهُ وإيّاكم، ويغفر لنا ولكم، قاله ابن عمر (¬6).
الخامسة (¬7):
إذا عطسَ فلم يحمد، فليس على من سمعه تشميته، وكذلك رواه أنس بن مالك (¬8).
فإن سمعه، فليقل: يرحمك الله، ولا يقل: يهديكم الله ويصلح بالكم، قال النَّخعىُّ: "يهديكم الله ويصلح بالكم" شيءٌ قالتهُ الخوارج؛ لأنّهم لا يستغفرون للنّاس، ويكفِّرونهم بالذُّنوب (¬9).
¬__________
(¬1) انظرها في العارضة: 10/ 202.
(¬2) رواه البخاريّ في الأدب المفرد (934)، والطبراني في الدُّعاء (1983)، والأوسط (5685)، قال الهيثمي في "المجمع: 8/ 57 "فيه عطاء بن السائب وقد اختلط".
(¬3) وهو المروي من حديث أبي موسى، أخرجه أحمد: 4/ 400، والبخاري في الأدب المفرد (940)، والترمذي (2739)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4014).
(¬4) في المعونة: 3/ 1703. إِلَّا أنّه حسّنَ في التلقين: 189 قول: "يغفر الله لكم"، وانظر الذّخيرة: 13/ 302.
(¬5) حكاه عنه ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 167، وهو الّذي صحّحه ابن رشد في البيان والتحصيل: 17/ 141.
(¬6) أخرجه مالك في الموطَّأ (2770) رواية يحيى.
(¬7) انظرها في العارضة: 10/ 204، 202 - 203.
(¬8) سبق تخريجه في الصفحة السابقة. تعليق رقم 7.
(¬9) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/ 302، وقد ردّ الإمام ابن خزيمة في صحيحه: 2/ 185 على هذا الرأي فقال في ترجمته لأحد الأبواب: "باب استحباب مسألة الله عَزَّ وَجَلَّ الهداية لما اختلف فيه من الحقِّ عند افتتاح صلاة اللّيل، والدّليل على جهل من زعم من المرجنة أنّه غير جائز للعاطس أنّ يردّ على المشمت فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، والنبي المصطفى الّذي أكرمه الله بالنبوةّ قد سأل الله الهداية لما اختلف فيه من الحق، وهم يزعمرن أنّه غير جائز أنّ يسال المسلمُ الهداية".

الصفحة 519