كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
وقال الخليل (¬1): تسمِيتُ العاطس لغةٌ في تشميته (¬2).
وَرُوِيَ عن ثَعلَبٍ (¬3) أنّه سُئل عن معنى التَّشميت والتَّسميت فقال: إمّا التَّشميت فمعناه: أبعد اللهُ عنك الشّماتَةَ، وجَنَّبَك ما يُشمتُ به عليك، وأمّا التّسميتُ فمعناه: جَعَلكَ اللهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ ونحو هذا.
ويقال: شِمتُ الإبل، إذا جمعتُها في المَرعَى، فيكونُ على هذا، أي: جمع اللهُ شملَكَ.
وقيل: إنّ أصل ذلك من الشّماتةِ، وذلك أنّه إذا قلت: يرحمك الله، فقد أدخلت على الشَّيْطان ما يسخطه، فقد شمت العاطس بالشَّيطان.
ما جاء في الصّور والتّماثيل
أدخل مالكٌ في هذا الباب حديث أبي سعيدٍ (¬4): "أنّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بيتًا فيه تَمَاثيلُ أَو تَصَاوِيرُ".
الإسناد:
قال الإمام: وأحاديثُ الصُّوَرِ كثيرةٌ وصحاحٌ، خرّج أبو عيسى التّرمذيّ (¬5) حديث:
¬__________
(¬1) قولْ الخليل نقله المؤلِّفْ من الاستذكار: 27/ 169 الّذي نقله بدوره من مختصر العين للزبيدي: 2/ 214.
(¬2) الّذي وجدناه في العين: 6/ 47 هو: "وشَمَّتَّ العاطسَ تشميتًا: قلت له: يرحمك اللهُ، والتّشميتُ: الدُّعاءُ، وكلّ داع لأحدٍ بخير فهو مشَمِّتٌ له". ويقول في موضع آخر: 7/ 240 "والتّسميتُ: دعاؤكَ للعاطس إذا حَمِدَ اللهَ، وبالشَّين أيضًا".
(¬3) قول ثعلب نقله المؤلِّف من الاستذكار: 27/ 169، وهو في البيان والتحصيل: 17/ 141.
(¬4) في الموطَّأ (2771) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (2033)، وسُوَيْد (670)، وابن القاسم (125)، والقعنبي عند الجوهري (289)، وروح بن عبادة عند التّرمذيّ (2805).
(¬5) في جامعه (1751) من حديث ابن عبّاس، والحديث أخرجه عبد الرزّاق (19491)، والحميدي (531)، وأحمد: 1/ 216، 246.
الصفحة 521
632