كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

عربيّة (¬1):
قوله (¬2): " أَعَافُهُ " معناه: أكرهُهُ، يقالُ: عِفتُ الشّيءَ أعافُه عِيَافًا، إذا كرهتُهُ. وعفته أعيفه عيافةً: من الزَّجر. وعافَ الطّير يعيفُ، إذا حام على الماء ليجد فرصةً فيشربَ.
وقوله:" فَجِيءَ بِضَبٍّ حَنِيذٍ" أو قال: "بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ" والمحنوذُ: المشويُّ (¬3).
وقيل: الشّديد الشّوي على الرَّضفِ، وهي الحجارة المُحماة.
وقال أبو الهيثم (¬4): أصلُ المحنوذ من حناذ الخيل، وهو أنّ يظاهر عليها جُلٌّ فوق جُلٍّ لتَعْرَق تحته (¬5).
وقال ابن عرفة: قوله: {جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (¬6) أي: مشوي بالرِّضَاف حتّى يقطر عرقًا، يقال: حَنَذَتهُ الشّمس والنّار إذا شَوَتْهُ.
وقوله: " فَاجْتَرَرْتُهُ" يريد طبخته، والله أعلم (¬7).

ما جاء فى أمر الكلاب
قال الإمام: الأحاديث في هذا الباب صِحَاحٌ خرَّجها الأيمّة.
¬__________
(¬1) كلامه في العربيّة مقتبسٌ من المعلم بفوائد مسلم: 3/ 50.
(¬2) في الموطَّأ (2775) رواية يحيي. ورواه عن مالك: أبو مصعب (2037)، وسُوَيْد (736)، وابن القاسم (70)، ومحمد بن الحسن (318)، والقعنبي عند الجوهري (130)، والشّافعيّ عند البيهقي: 9/ 323، ويحيي بن يحيي النيسابوري عند مسلم (1945)، ومعن عند النسائي في الكبرى (6633).
(¬3) انظر كتاب الألفاظ لابن السكيت: 453، وغريب الحديث للخطابي: 1/ 686، 3/ 151.
(¬4) هو الإمام اللغوي أبو الهثم الرازي، المتوفّى سنة: 276، انظر بغية الوعاة: 2/ 329.
(¬5) انظر إصلاح المنطق لابن السكيت: 81، والأقتضاب لليفرني: 110/ ب.
(¬6) هود: 69. وابن عرفة هو العالم اللغوي المشهور بنفطويه.
(¬7) هذا السَّطر من إنشاء المؤلِّف. وقد وردت زيادة في نسخة ف رأينا إثباتها في الهامش؛ لأنّنا لا نستبعد أنّ تكون من تعليقات بعض النّساخ أو القراء، وأدرجت مع مرور الوقت داخل المتن، والزيادة هي: "والَّذي أكل النّبيُّ -عليه السّلام- من اللّحم سبعة أنواع: الإبل، والبقر، والغنم، والدّجاج، الأرنب، الحمار الوحشيّ، الخُبَارَي".

الصفحة 526