كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
ما جاء في الفأرة تقع في السّمن والبدء بالأكل قبل الصّلأة
الإسناد:
قال الإمام: الأحاديثُ في هذا الباب صحاحٌ، خرّجها الأيمّة من طرقٍ كثيرة.
الفوائد والفقه:
الأولى (¬1):
وفي الباب، حديث ابن عمر: كان يُقرَّبُ إِلَيهِ عَشَاؤُة، فَيَسمعُ قِرَاءَةً الإمامِ وهو في بَيتِهِ، فَلَا يعجَلُ عن طعامِهِ حَتَّى يَقضِي حَاجَتَهُ منه.
قال الإمام: وفعلُ ابنِ عمر هذا مأخوذٌ من السنُّةِ، للحديث الّذي خَرَّجَهُ الأيمّة (¬2): "إذا حَضَرَ العَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأبدَؤُا بِالعَشَاءِ" وهذا -والله أعلم- لِمَا يُخْشَى على من كانت هذه حاله من شُغلِ بَالِهِ بالأكل، فَيَدخُلُ عليه في صلاته السَّهوُ، وما يشغلُه عن الخشوع والذِّكر فيها.
الثّانية:
قال علماؤنا (¬3): فيه دليل على سَعَةِ وقت المغرب، كان كان المُسْتَحَبُّ تعجيلَها.
الثّالثة:
قوله:" فَابدَؤُا بِالعَشَاءِ" قال علماؤنا (¬4): الأمْرُ على النّدب لا على الإيجاب، بدليل حديثِ الزّهريُّ، عن ابن أُمَيَّةَ، عن أبيه؛ أنّه رأى رسولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - يَحْتَزُّ من كَتِفَ شاةٍ في يَدِهِ، فَدُعِيَ إلى الصّلاةِ، فَأَلقَاهَا وَالسِّكِّينَ، ثمّ قام وصلَّى ولم يَتَؤَضَّأ (¬5).
¬__________
(¬1) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: 27/ 216.
(¬2) منهم الشّافعيّ في مسنده: 1/ 125، وعبد الرزّاق في المصنّف (2183)، والحميدي (1181)، وابن أبي شيبة: 2/ 420، وأحمد: 3/ 110، والدارمي (1285)، والبخاري (672)، ومسلم (557)، والترمذي (353) وغيرهم.
(¬3) المقصود هو ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 216.
(¬4) المقصود هو الإمام ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 217.
(¬5) أخرجه البخاريّ (208)، ومسلم (355).
الصفحة 536
632