كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
قال الإمامُ: ويحتَمِلُ أنّ يكون هذا أنَّه كان آكلًا وحده، وأَمِنَ أنّ يشغله ذلك في صلاته (¬1).
حديثُ ابن عبّاس (¬2)، عن مَيمُونَةَ زوج النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - سُئِلَ عنِ الفأرةِ تَقَعُ في السَّمنِ، فقال: "انزِعُوهَا ومَا حَولَهَا فاطرَحُوهُ".
الإسناد:
قال الإمام: ليس في حديث مالك هذا في الفأرة أنّها ماتت، وهو محفوظٌ فيه ومعلومٌ عند الجميع (¬3).
وفي قوله: "فالقوها" (¬4) دليل على موتها.
وفي "التّرمذيّ" (¬5): "اطرَحُوهَا (¬6) وما حَولَهَا وَكُلُوهُ".
وفي "الموطّأ": "ألقُوهَا ومَا حَولهَا وَكُلُوهُ" (¬7).
وقد رُوِيَ عن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ كانَ جَامدًا فأَلقُوهَا وَمَا حَولَها، وإن كان مائعًا فأريقُوهُ (¬8) " (¬9). وقال البخاريّ: لا يصحّ (¬10).
قال الإمام: وقول البخاريِّ صحيحٌ، وقد بيَّنَّا طرقه في "كتاب النَّيِّرين" بما فيه شفاءٌ.
¬__________
(¬1) هذا الاحتمال مقتبس من المنتقى: 7/ 292.
(¬2) في الموطَّأ (2785) رواية يحيي، ورواه أبو مُصْعَب (2714 عن مالك، عن ابن شهاب، عن عُبَيد الله، عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - مرسلًا)، ورواه محمّد بن الحسن (984)، وانظر التمهيد: 9/ 33.
(¬3) هذا السَّطر والَّذي بعده اقتبسهما المؤلِّف من الاستذكار: 27/ 218.
(¬4) هي رواية سعيد بن أبي مريم عن مالك، كما نصّ على ذلك ابن عبد البرّ في التمهيد: 9/ 37.
(¬5) الحديث (1798) وقال: "هذا حديث حسَنٌ صحيح".
(¬6) كذا في جميع النّسخ، ولفظ التّرمذيّ: "ألقوها" فلعلّه سهو من النّسّاخ؛ لأنّ المؤلِّف أورده صحيحًا في العارضة: 7/ 299.
(¬7) هي رواية عبد العزيز بن عبد الله عن مالك، رواها عنه البخاريّ (5540)، والحديث بهذا اللّفظ أخرجه الحُمَيْديّ (312) ومن طريقه البخاريّ (5538).
(¬8) الّذي في العارضة: 7/ 300 "فأرموه" وفي المصادر الحديثية: "فلا تقربوه"
(¬9) أخرجه عبد الرزّاق في مصنّفه (278) وعنه: أحمد: 2/ 265، وأبو داود (3838).
(¬10) نفل التّرمذيّ في جامعه: 3/ 393 عن البخاريّ أنّ هذه الطريق [أي طريق مَعْمَر عن الزّهريُّ، عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة] خطأ، والمحفوظ رواية الزّهريُّ من طريق ميمونة.
الصفحة 537
632