كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
باب ما يُتَّقَى من الشُّؤْمِ (¬1)
ذكر مالك في هذا الباب، حديث سهل بن سعد السّاعدي (¬2)؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ كانَ فِي شَيءٍ (¬3)، فَفِي الفَرَسِ والمرأةِ والمَسْكَنِ" يعني: الشُّؤمَ،
الإسناد:-
قال الإمام: لم يقطع بذلك في هذا الحديث، وقطعَ في الحديث الثّاني (¬4)، والحديثُ صحيحٌ، ولكنه دائِرٌ على ابن عمر وجابر (¬5)، وهو صحيحٌ خرجه الأيمّة (¬6) من طرقٍ أصلها هذا.
العربيّة (¬7):
قال علماؤنا: الشُّؤم هو اعتقاد وصول المكروه إليك بسبب يتَّصل بك من ملك أو
¬__________
(¬1) يقول شيخ شيوخنا محمّد الطّاهر بن عاشور في كشف المغطِّى: 366 "باستقراءِ الشّريعة حصلَ العلّمُ القويُّ بأنّ الشُّؤم باطلٌ، فالترجمة الواقعة في الموطَّأ: "ما يُتَّقى من الشُّؤمِ" "ما" فيها موصولة، وقوله "من الشّؤم " بيان لـ: "ما"، ومعنى: " يُتَّقَى" يحذر من الوقوع فيه، أي من اعتقاده، وليس المراد أنّ بعض الأشياء يحذر منها لشؤمها؛ كان التركيب لا يساعد على ذلك، إذ جعل الشؤم نفس المتَّقى".
(¬2) في الموطَّأ (2786) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (2046)، وسُويْد (741)، وابن القاسم (412)، والقعنبي عند الجوهري (420)، وإسماعل بن عمر، وروح بن عبادة عند أحمد: 5/ 335، وموسي أبو المنذر عند أحمد: 5/ 338، والتنيسي عند البخاريّ (5095)، وابن أبي أويس عند البخاريّ أيضًا في الأدب المفرد (917)، وعبد الله بن نافع عند ابن ماجه (1994)، وابن وهب عند الطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/ 314، وابن مهدي عند الطّبريّ في تهذيب الآثار- مُسنَد عليّ (57).
(¬3) زيادة: "في شيءٍ " هي رواية سُوَيْد (741).
(¬4) وهو الّذي ياتي بعد حديث السَّاعديّ، رقم (2787) عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر؛ أنّ رسول اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -قال: " الشُّّؤمُ في الدَّارِ والمرأة والفَرَسِ".
(¬5) كذا في العارضة: 10/ 264، ولعلّه يقصد يحيى بن جابر الطائي الّذي روى الحديث من طريقه عند الطبراني في الكبير (3148).
(¬6) كالأمام أحمد: 2/ 115، 126، والبخاري (2859)، ومسلم (2226)، وأبو داود (3917).
(¬7) انظرها في العارضة: 10/ 264.
الصفحة 543
632