كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

فَتَكرَهُهُ النَّفْسُ لذلك.
والمنعُ يتعلّق بالأسماء على ثلاثة أوجهٍ:
أحدُها: ما تقدّم من قبيح الأسماء كحرب وحَزنٍ (¬1) ومُرّة (¬2) وعاصية (¬3).
والثّاني: ما فيه تزكية من باب الدِّين. والأصلُ في ذلك: ما رواه أبو رافع عن أبي هريرة؛ أنّ زينب كان اسمُها بَرَّةَ، فقيل: تزكِّي نفسَهَا، فسماها رسول الله" زينب" (¬4).
وقال: "اللهُ أعلمُ بأهل البِرّ منكم" (¬5).
وعن ابن عبّاس، قال: كانت جُوَيرِيَةُ اسمُهَا بَرَّةُ، فحوَّلَ رسولُ اللهِ اسمَهَا جُوَيرِيَة (¬6).
الوجه الثّالث: الّذي يُكرَهُ لأجل الفال؛ لئلّا يقول أحد: أثمّ في الدَّار أفلح؟ فيقال: لا. ثمَّ نافع؟ فيقال لا، أثمّ نجاح؟ فيقال: لا (¬7)، وما أشبه ذلك من طريق الفال والتّفاؤل لئلّا يقال: ليس هنا رباح، وليس هنا يسار، وليس هنا أفلح.
الثّانية (¬8):
أفضل الأسماء ما فيه العبودية لله -عَزَّ وَجَلَّ-. رُوِيَ عن عبد الله بن عمر؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "أَحَبُّ أسمائكم إلى الله: عبدُ اللهِ، وعبدُ الرّحمنِ" (¬9).
¬__________
(¬1) ورد النّهي عن هذا الأسم في البخاريّ (6190، 6193).
(¬2) انظر النّهي عن التسمِّي بحَرْب ومُرّة في سنن أبي داود (4911).
(¬3) ورد النّهي عن هذا الأسم في مسلم (2139).
(¬4) أخرجه البخاريّ (6192)، ومسلم (2141).
(¬5) أخرجه مسلم (2142) عن محمّد بن عمرو بن عطاء، قال: سمّيتُ ابنتي برّة، فقالت لي زينبُ بنت أبي سَلَمَة: إنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الأسم، وسَمَّيَتْ بَرِّةَ، فقال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لا تُزَكُّوا أنفُسكُم، اللهُ أعلم من أهل البِرّ منكم .... "
(¬6) أخرجه مسلم (2140).
(¬7) هذا ما تضمّنه حديث مسلم (2137) عن سَمُرَة بن جُندُب.
(¬8) هذه الفائدةُ مقتبسة من المنتقى: 7/ 297.
(¬9) أخرجه مسلم (2132) عن عبد الله بن عمر.

الصفحة 547