كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

وقد سمَّى النَّبىِّ -عليه السّلام- بغيرها، فسمَّى حسنًا وحسينًا.
وقيل: إنّه سمّاهما باسمي ابني هارون نبيّ الله - صلّى الله عليه وسلم - شَبَّر وشبير (¬1).
وفي "العُتبِيَّة" (¬2) عن مالك: سمعتُ أهل مكّة يقولون: ما من أهل بيتٍ فيهم اسم محمّد إِلَّا رُزِقُوا، أو رُزقَ خيرًا (¬3).
حديث: قوله - صلّى الله عليه وسلم -:"تَسَمَّوا بِاسمِي وَلَا تَكَنَّوا بِكُنيَتِي" خرَّجه مسلم (¬4)، وغيره (¬5)، فقال فيه:" فإنّما بُعِثتُ قاسِمًا بينكم" (¬6).
قال الإمام (¬7): ذهب جماعة من أهل العلم بالحديث. والأصول أنّ هذا مقصورٌ على حياة النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم-؛ لأنّه قد ذَكَرَ سببَ الحديث؛ أنّ رجلًا نادى: يا أبا القاسم، فالتفت النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -، فقال: لم أعنك، إنّما دَعَوْتُ فلانًا، فقال له النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "تَسَمَّوا بِاسمِي وَلَا تَكَنَّوا بِكُنيَتِي" (¬8).
وقد أجاز مالك أنّ يُسَمَّى الرَّجُل محمدًا ويكنَّى بأبي القاسم (¬9). وقد كان محمّد بن أبي بكر جَمَعَ الأمرين: الكُنية والاسم، وجماعة من المحمّدين، ولم ينكَر ذلك عليهم.
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد: 1/ 118، 6/ 379، والبخاري في الأدب المفرد (823)، والبزار (742)، وابن حبّان (6958)، والطبراني في الكبير (2773، 2777)، والبيهقي (13168).
(¬2) 17/ 541، ونقله ابن أبي زيد في كتاب الجامع: 285.
(¬3) ئرحه ابن رشد في البيان والتحصل: 17/ 542 بقوله: "يحتمل أنّ يكونوا عرفوا ذلك لكثرة التجربة له، وأن يكون عندهم في ذلك أَثَرٌ مرويٌّ".
(¬4) الحديث (2131) عن أنس بن مالك.
(¬5) كالإمام أحمد: 3/ 114، والبخاريّ (2120)، وأبو داود (4926)، والترمذي (2841)، وابن ماجه (3735).
(¬6) وردت هذه الرِّواية في البخاريّ (3114)، ومسلم (2133) عن جابر بن عبد الله.
(¬7) الكلام التّالي مقتبسٌ من المعلم بفوائد مسلم: 3/ 84.
(¬8) انظر تخريج حديث أنس المتقدم.
(¬9) ذكره الباجي في المنتفى: 7/ 296، وانظر المعلم: 7/ 7.

الصفحة 548