كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

عربيّة (¬1):
قوله في الحديث (¬2): "إِلَّا ذا الطُّفيَتَينِ وَالأَبتَر" والطُّفيَةُ خطٌّ في ظهر الحيّة (¬3).
والأبترُ: صِنفٌ من الحيّات أزرق (¬4)، ومن خاصيّته أنّه لا ينظر إلى حاملٍ إِلَّا ألقت مافي بطنها (¬5).
والعمار: جمع عامر، والعوامر جمع عامرة، وهي الّتي تلزم البيوت.
وقال ابن المبارك: هي الّتي تكون تضيء كأنَّها فِضَّة. ولا تلتوي في مشيها.
الجِنَانُ: الحيّة. وقيل: الحيّات (¬6)؛ فإن كان واحدًا فوزن فعلان، وإن كان جمعًا فواحده جنّ. والأصحّ أنّه جمع، لقوله: "إِنَّ في المدينةِ جانًّا أَسلَمُوا" (¬7)، ولقوله: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} (¬8) والحديث في الدّليل أَبْيَن.
¬__________
(¬1) انظرها في العارضة: 6/ 278 - 279.
(¬2) في الموطَّأ (2797) رواية يحيي، وقال ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 253 "وليس هذا الحديث عند القَعنَبيَّ، ولا ابن بُكيرٍ، ولا ابن وهبٍ، ولا ابن القَاسِم؛ لا مُرسلًا، ولا غير مُرسَل".
قلنا: وقد أخرجه أحمد: 6/ 49 من طريق نانع، عن سائبة، عن عائشة، وأخرجه البخاريّ (3308)، ومسلم (3332) من طريق هشام بن عُروَة، عن أبيه، عن عائشة.
(¬3) يقول ابن حبيب في تفسير غريب الموطَّأ: الورقة 162، "الطُّفيةُ: هي خُوصةُ المُقلِ، وكثيرُها طُفىّ، فإنّما شَبَّه الخطّين الذين على ظهره بخُوصتين من خوص المُقلِ، قال أبو ذوْيب الدّؤلي:
عَفَا غَير نُؤي ما إنَّ تُبِينُه ... وأَقطاعِ طُفىٍ قد عَفَت في المعاقِلِ".
وانظر مشكلات الموطَّأ المنسوب لابن السِّيد: 88/ أ- ب.
(¬4) يقول ابن حبيب في تفسيره: الورقة 162 "وأمّا الأبتر: فالقصير الذّنب من الحيات".
(¬5) هذا التعريف هو للنَّضر بن شميل، أورده ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 354 إِلَّا أنّه قال: " لا تنظر إليه حامل إِلَّا ألقت ... " وهو في الاقتضاب: 112/ أ.
(¬6) انظر مشكلات الموطَّأ المنسوب لابن السَّيِّد: 88/ ب، والاقتضاب في شرح غريب الموطَّأ: 112/ أ.
(¬7) سبق تخريجه في الصفحة السابقة، هامش رقم: 2.
(¬8) الكهف: 50، وانظر واضح السبيل إلى معرفهْ قانون التّأويل: 79/ ب - 80/ أ.

الصفحة 555