كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
السّادسة (¬1):
قال نبىُّ التّوبة أبو القاسم - صلّى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بِزِنًا وكانَ بريئًا ممَّا قالَ، أقام اللَّهُ عليه الحدَّ يومَ القيامةِ، إلّا أنّ يكون كما قالَ" (¬2) فبيّن سقوطه في الدّنيا لشَرَفِ المملكة، وبذلك استدلّ أشياخنا على سقوط القصاص عنه بالجناية، أصله حدّ القذف. وحديث: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ" (¬3) لا يثبتُ له قدمٌ في الصِّحة (¬4).
السابعة (¬5):
قوله: "كُنْتُ أَضْرِبُ عَبْدًا لي (¬6)، أو قال: مَمْلُوكًا لي، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: وهو من خَلْفِي: اللَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْهِ مِنْكَ" (¬7). الحديث فيه دليلٌ على أنّه لا قصاصَ عليه في ضربه، إذ لم يعاقبه النبيّ - صلّى الله عليه وسلم - (¬8).
الثامنة (¬9):
فإن قطع له عضوًا، أو ضربه فَمَثَّلَ به عمدًا؟ فإنّه يُعتَق عليه عند مالك (¬10) ولا
¬__________
(¬1) انظرها في العارضة: 8/ 127 - 128.
(¬2) أخرجه بهذا اللّفظ من غير كلمة "بزنا"، التّرمذيّ (1947) وقال: "هذا حديث حسنٌ صحيح"، وقد أخرجه أحمد: 1/ 431، والبخاري (6858)، ومسلم (1660) وغيرهم.
(¬3) أخرجه ابن الجعد في مسنده (984)، وابن أبي شيبة (27507)، وأحمد: 5/ 10، 11، 12، والدرامي (2363)، وأبو داود (4515 - 4517)، وابن ماجه (2663)، والترمذي (1414) وقال: "هذا حديث حسن غريب"، والنسائي في الكبرى (6938)، والطبراني في الكبير (6808).
(¬4) وقال عنه في العارضة: "لا أصل له، ولا قائل من الأحبار الصّحابيَّين به".
(¬5) انظرها في العارضة: 8/ 128.
(¬6) وفي مسلم (1659): "غلامّا لي".
(¬7) ساق المؤلِّف رواية التّرمذيّ (1948).
(¬8) تتمّة الكلام كما في العارضة: "ولا عرفَ العبدُ بأنّ له طلبه، ولا يجوز سكوت النّبىّ -عليه السّلام- عن بيان ما يجب لمستحقّه".
(¬9) انظرها في العارضة: 8/ 128 - 129.
(¬10) قاله في المدوّنة: 6/ 333 (ط. صادر)، وانظر البيان والتحصيل: 15/ 114.
الصفحة 563
632