كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

يؤدّب. وقال سائر الفقهاء: يؤدّب ولا يعتق عليه، ولم أر من أشياخنا من فهم هذه المسألة، ويسّرَ اللهُ لي وجه الدّليل فيها، فقلت: إنّما ألزمه مالك العتق لأنّه أَتْلَفَ الرَّقَّ في جزءِ منه، فسرَى إلى غيره كما لو أعتقه، وهذا فيه نظر، بيانُه في كتاب العِتْق.
التّاسعة:
قال علماؤنا (¬1): لا بأس من أنّ يقول العبد لسيّده: يا سيّدي، قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} (¬2) وقال: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} (¬3).
وفي الحديث: "لا يَقُولَنَّ أحَدُكمْ: عَبْدِي، وَليَقُلْ: فَتَايَ. ولا يَقُولَنَّ أَحَدُكمْ لِمَوْلَاهُ: مَوْلَاي؛ فَإِنَّ مَوْلَاكُمُ اللهُ" (¬4).

ما جاء في البَيْعة
الأحاديث في هذا الباب صحاحٌ خرّجها الأيمّةُ من طرقٍ.
الإسناد:
قال الإمام: حديث مالك في هذا الباب مشهور، وحديث عُبَادَة في "البخاريّ" (¬5) و"مسلم" (¬6) -وكان ممّن شَهِدَ بَدْرًا، وهو أَحَدُ النُّقَباءِ ليلةَ العَقَبَة-: أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال -وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ-: "بَايعُونِي عَلَى أنّ لَا تُشْرِكُوا باللهِ شَيْئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقتُلُوا أولادَكُم، ولا تأْتُوا بِبهْتَانٍ، ولا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ".
¬__________
(¬1) المراد هو الإمام الباجي في المنتقى: 7/ 306، وقد اقتبس المؤلِّف منه الفقرة الأولى.
(¬2) يوسف: 25.
(¬3) آل عمران: 39.
(¬4) أخرجه مسلم (2249) عن أبي هريرة.
(¬5) الحديث (18).
(¬6) الحديث (1709).

الصفحة 564