كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
تنقيح (¬1):
أمّا بيعةُ الإسلام، فقد إنقطعت بانتشار الإسلام.
وأمّا بيعةُ النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، فإنّها مخصوصةٌ به. واختلف في صفة البيعة كيف كانت؟ فقيل: على الموت.
وقيل: على ألَّا نفرّ.
وقيل: على التّوحيد؛ لقوله: "لا تُشْرِكُوا".
وكل ذلك ثابتٌ صحيحٌ، وهو يرجع إلى معنى قوله عليه السّلام: "أَلَّا نَفِرَّ" ممّا عقد عليه، فالتزم به: الصّبر ورضي بالموت.
وقيل: على الجهاد اليوم، لقوله: "ولكِنْ جِهَادٌ وَنيَّةٌ" (¬2) حتّى أَجرتِ الأنصارُ ذلك في رجزها يوم الخندق حين كانت تقول:
نحنُ الذين بايعوا محمَّدًا
على الجهاد ما بقينا أبدًا (¬3)
الثّالثة (¬4): في صفة البيعة للإمام
فقد قال جرير بن عبد الله: "بَايَعْنَا رسولَ الله على الطّاعَةِ، والنُّصْحِ لكلٌ مسلمٍ" (¬5)، وحديث عُبَادَة أصحّ: "بايعنا رسول الله بَيْعَةَ الحرْبِ -وكان من الاثني عشر الّذين بايعوا بيعة العَقَبَةِ الأُولَى -على السَّمْعِ والطَّاعَةِ في يسرنا وعسرنا" (¬6).
¬__________
(¬1) انظره في العارضة: 7/ 90 - 91.
(¬2) أخرجه البخاريّ (3077)، ومسلم (85) من حديث ابن عبّاس.
(¬3) أخرجه البخاريّ (2835)، ومسلم (1805) من حديث أنس.
(¬4) انظرها في العارضة: 7/ 92.
(¬5) أخرجه البخاريّ (7204)، ومسلم (56).
(¬6) أخرجه بهذا اللّفظ ابن عبد البرّ في الاستذكار: 14/ 36، والتمهيد: 23/ 272؛ والحديث =
الصفحة 566
632