كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)
ونهىٌ عن المنكرِ (¬1).
قال الحافظ: وقد اختلفَ الناسُ قديمًا وحديثًا في هذا الباب، أيّهما أفضل، الكلام أو الصّمت؟
فقيل: الكلام إذا كان بذِكْر اللَّهِ.
وقيل: لو كان الكلام من فِضَّةِ لكان السُّكوتُ من ذهبٍ.
ولكن لا شكً أنّ الكلام بذكر الله وقراءة القرآن والحديث والتّفقُّه فيه أفضل من الصّمت.
ذكرُ الغِيبَةِ
أصحّ شيء في هذا الباب حديث أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تدرون ما الغِيبَةُ"؟ قَالوا: اللهُ ورسولُه أَعلم. قال: "ذِكْرُ أخاكَ بما يَكْرَهُ". قال: أرأيتَ إن كان فيه ما أقول؟ قال: "فقدِ اغتَبْتَهُ، وإن لم يكن فيه ما تقولُ، فذلك الْبُهْتَانُ" (¬2).
المعاني والفوائد:
الأولى:
قوله (¬3) هذا مطابقٌ (¬4) لقوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} الآية (¬5).
وقوله: "فذلك البُهْتَانُ" هو عند بعضهم: المواجهة بالقبيح من الكلام.
¬__________
(¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل: 92 - 93 (155)، وذكره ابن عبد البرّ في الاستذكار: 27/ 324.
(¬2) أخرجه مسلم (2589).
(¬3) هذا السطر والذي بعده استفادهما المؤلِّف من الاستذكار: 27/ 327.
(¬4) الذي في الاستذكار: "هذا الحديث مخرج في التفسير في المُسْنَد في قول الله عز وجل ... ".
(¬5) الحجرات: 12.
الصفحة 578
632