كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

يَرْضَى لَكُمْ ثلاثًا، ويَسْخَطُ لكم ثلاثًا: يرضَى لكم أن تعبدوا الله (¬1) ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأن تَعْتَصِمُوا بحبلِ اللهِ جميعًا، وأن تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ ويَسْخَطْ لَكُمْ قيلَ وقالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السُّؤالِ".
الإسناد:
قال الإمام: هكذا رَوَى يحيى هذا الحديثَ مُرْسَلًا، وتابعه القَعْنَبىٌ، وابن وَهْب، وابن القاسم، ومَعْن بن عيسى، ومحمد بن المبارَك الصُّوري.
ورواه ابن بُكَيْرٍ (¬2)، وأبو مُصْعَب (¬3) وأكثر الرُّواة (¬4) عن مالك، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة مُسْنَدًا.
وعن مالك فيه إسناد آخر، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو غريب (¬5).
المعاني والفوائد وهي خمس:
الفائدة الأولى (¬6):
في هذا الحديث: الأمر بالإخلاص في العبادات وهو أصل الدِّين.
والثانية (¬7):
التّوحيد والحضّ على الاعتصام بحبل الله.
وقد اختلف علماء التُّأويل في معنى حبل الله هاهنا على أقوال: فقيل: هو القرآن (¬8).
¬__________
(¬1) في رواية يحيى: "أن تعبدوه" ولفظ المؤلِّف هو لفظ رواية سُوَيْد (773).
(¬2) أخرجها ابن عبد البرّ في التمهيد: 21/ 271.
(¬3) الحديث (2089)، ومن طريقه الجوهري في مسند الموطّأ (436) والبغوي في شرح السُّنَّة (101).
(¬4) كرواية عبد الله بن يوسف التّنيسي عند البخاري في الأدب المفرد (442)، وابن عبد البرّ في التمهيد: 21/ 270. وانظر الإيماء للداني: 5/ 300، وأحاديث الموطأ للخطيب: 20.
(¬5) رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: 21/ 271، 270 من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال عنه: "وأخشى أن يكون هذا الإسناد غير محفوظ وأن يكون خطأ؛ لأنّ ابن أبي داود هذا قد روى عن مالك أحاديث أخطأ فيها".
(¬6) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: 27/ 358 بتصرف يسير.
(¬7) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: 27/ 358 بتصرف وبعض الزيادات.
(¬8) قاله ابن مسعود، أخرجه ابن المنذر في تفسيره: 1/ 319، والطبراني في الكبير (9032).

الصفحة 585