كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

وقيل: الجماعة (¬1) والخلافة.
وقيل: الإسلام (¬2).
والمعنى في ذلك مُتَدَاخِلٌ؛ لأن كتاب الله تعالى يأمر بالائتلاف وينهى عن الفرقة والاختلاف.
وقيل: حبلُ الله هو الصّراط المستقيم كتاب الله (¬3)، وقد جاء في حديث ابن مسعود؛ أنّه قال في خطبته: أيّها النّاس عليكم بالسّمع والطّاعة والجماعة، فإنّها حبل الله الّذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خيرٌ ممّا تحبّون في الفُرقة (¬4).
قال الإمام: وهذا التّأويل أظهر في معنى حديث هذا الباب.
وقد قال ابنُ المبارك (¬5):
إِنَّ الجَمَاعَةَ حَبْلُ الله فَاعْتَصِمُوا ... مِنْهُ بِعُرْوَتِهِ الوُثْقَى لِمَنْ دَانَا
لَوْلَا الخِلَافةُ لَمْ تأْمَنْ لَنَا سُبُلٌ ... وَكَانَ أَضعَفُنَا نَهْبَا لأقوانا
الثالثة (¬6):
في معنى قوله: "قِيلَ وَقَالَ" هو -والله أعلم- الخوضُ في أحاديث النّاس الّتي لا فائدة فيها، وإنّما جلُّها لَغَطٌ وحَشْوٌ وغيبةٌ، وما لا يكتب فيه حسنة، ولا يسلم القائل فيه من سيَّئة، قال الشاعر (¬7):
¬__________
(¬1) قاله ابن مسعود، أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 644 (طـ. هجر) وابن المنذر في تفسيره: 1/ 319.
(¬2) هذا القول من إضافات المؤلَّف على نصِّ ابن عبد البرّ، وهو من قول ابن زيد، أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 31 - 32.
(¬3) قاله ابن مسعود، أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 645 (طـ. هجر)، والطبراني في الكبير (9031).
(¬4) ذكره ابن عبد البرّ في التّمهيد: 21/ 273 وعزاه إلى بقي بن مخلد عن عثمان بن أبي شيبة. ورواه مطوّلا عن أبي ذَرّ الهروي إجازة من طريق البغوي، وهو في مصنّف ابن أبي شيبة (37337).
(¬5) أوردهما ابن عبد البرّ في التمهيد: 21/ 275، وبهجة المجالس: 1/ 332، وابن الأزرق في بدائع السلك: 1/ 108.
(¬6) الفقرة الأولى من هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: 27/ 362، وانظر التمهيد: 21/ 289.
(¬7) أورده ابن عبد البرّ في بهجة المجالس: 1/ 88.

الصفحة 586