كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

وثبتَ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في الدِّمَاءِ" (¬1) لأنّ المهمَّ أبدًا هو المقدّمُ.
وفي "التّرمذيّ" (¬2) أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "زَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتلِ رجلٍ مُسْلِمٍ".
وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، وأبي هريرةَ، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَواتِ وَأَهْلَ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا في دَمٍ رَجلٍ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللهُ في النَّارِ" (¬3).
واعلم أنّ القتلَ قد قُرِنَ بالشِّرْكِ، وقع في "صحيح البخاريّ" (¬4) في حديث يقتضي قوله: "الشِّرْكُ أَنْ تَجْعَلَ مع اللهِ نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ".
وخرَّجَ مسلمٌ (¬5)، والترمذيّ (¬6)، عن ابنِ مسعود؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "أَوَّلُ مَا يَحْكُمُ اللهُ فِيهِ بَينَ العِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في الدِّمَاءِ".

تبدئة أهل الدَّمِ في القَسَامَةِ
يحيى (¬7)، عن مالك، عن أبي ليلى، عن سَهْل؛ أَنَّهُ أَخبَرَهُ رِجَالٌ مِن كُبَرَاءِ قَوْمِهِ. الحديث.
¬__________
= والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي، فكيف بالمسلم، بالتّقي الصّالح؟ ".
(¬1) أخرجه البخاريّ (6533)، ومسلم (1678) من حديث عبد الله بن مسعود.
(¬2) أخرجه التّرمذيّ في جامعه الكبير (1395)، وفي علله (362)، وأبو نعيم في الحلية: 7/ 270، والبيهقي: 8/ 22، 23 كلهم من طريق يَعلَي بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.
(¬3) أخرجه التّرمذيّ (1398) وقال: "هذا حديث غريب"، كما أخرجه الحاكم: 4/ 352 عن أبي سعيد وحده.
(¬4) الحديث (4477) عن عبد الله بن مسعود.
(¬5) في صحيحه الحديث (1678).
(¬6) في جامعه الكبير (1396) وقال: "حديث حسن صحيح".
(¬7) في موطئِهِ (2573)، هكذا قال يحيى، وليس في روايته ما يدلُّ على سماع أبي ليلزمن سهل بن أبي حَثمَة، وتابع يحيى على هذه الرِّواية: محمَّد بن الحسن (681)، وابن وهب عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4577)، وشرح معاني الآثار: 3/ 198، وابن بكير عند الجوهري (547).
ورواه جماعة من أصحاب مالك بما يفيدُ سماع أبي ليلزمن سهل، فقالوا: "عن مالك، عن =

الصفحة 7