كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 7)

ودليلُنا: أنّه ما تضمّن جميعه بالقِيمَة، فإنّه يضمن بجميع القيمة كالبهيمة.
وقوله (¬1): "وَلَا عَلَى عَاقِلَتِهِ شَيءٌ مِن قِيمَتِهِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى الَّذِي أَصَابَهُ".
وقال أبو حنيفة (¬2) والشّافعيّ (¬3): ذلك عليهم.
ودليلُنا: أنّ كلّ ما يضمن بالقيمة، فإنّ العاقلةَ لا مدخل لها في تَحَمُّلِ قيمتِهِ، كالثّياب والعروض.

باب جامع العقل
الأحاديث
الإسناد:
رَوَى أبو هريرة (¬4)؛ أنّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "جَرْحُ العَجْماء جُبَارٌ، وَالبئْرُ جُبَارٌ" (¬5).
العربيّة:
1 - الجُبَارُ: الّذي لا دِيَةَ فيه (¬6)، يريد: كلُّ ما يهدر فهو جُبَار (¬7).
2 - والعجماءُ (¬8): هي البهيمة، وإنّما سُمّيت عجماء لأنّها لا تتكلّم (¬9)، وكذلك كلّ
¬__________
(¬1) أي قول الإمام مالك في الموطَّأ (2534) رواية يحيي.
(¬2) انظر مختصر اختلاف العلماء: 5/ 197.
(¬3) انظر الإشراف لابن المنذر: 2/ 200، والحاوي الكبير: 12/ 355.
(¬4) في الموطَّأ (2541) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (654، 2338)، وابن القاسم (19)، ومحمد بن الحسن (677)، والشّافعيّ في سننه: 428، والتنيسي عند البخاريّ (1499)، والطباع عند مسلم (1710)، وخالد بن مخلد عند الدارمي (1668)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي (2276)، وابن وهب عند الدارقطني: 3/ 151، وابن بكير عند البيهقي: 4/ 155.
(¬5) شرح المؤلِّف هذا الحديث في العارضة: 6/ 145، ومن أسف فإن المطبوع ناقص في الموضع المذكور، وقال الناشر في الهامش: "بياض بالأصل".
(¬6) هذا تفسير الإمام مالك في الموطَّأ.
(¬7) هذا التفسير مقتبس من تفسير الموطَّأ للبوني: 123/ ب.
(¬8) كلامه على العجماء مقتبس من المصدر السابق.
(¬9) قاله ابن حبيب في تفسير كريب الموطَّأ: الورقة 101، ويقول المؤلِّف في العارضة: 3/ 138 "المعجماء: هي البهيمة الّتي لا تنطق نطقًا، ففعلها هدر لا يطالب به أحدٌ؛ لأنّه لم يتعلّق بها أمر ولا نهي، ولا توجه عليها [لعلّ الصواب: إليها] خطاب، إِلَّا أنّ يتّصل بها مخاطب بأن يكون لها راكب أو قائد أو سائق فيتعلّق فعلها به".

الصفحة 72