كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 1)

تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، [وَالْيَوْمِ الْآخِرِ] (¬1) ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدْرِ خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ» .) ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْإِمَامَةَ قَالَ: ( «وَالْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ.» ) ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مُتَلَقًّى بِالْقَبُولِ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ عَلَى صِحَّتِهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، فَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (¬2) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي [أَفْرَادِ] (¬3) مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ (¬4) .
وَهَؤُلَاءِ (¬5) وَإِنْ كَانُوا لَا يُقِرُّونَ بِصِحَّةِ (¬6) هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، فَالْمُصَنِّفُ [قَدِ] (¬7) احْتَجَّ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ كَذِبٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ، فَإِمَّا أَنْ نَحْتَجَّ بِمَا يَقُومُ الدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ نَحْنُ وَهُمْ، أَوْ لَا نَحْتَجُّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ لَا (¬8) نَحْنُ وَلَا هُمْ، فَإِنْ تَرَكُوا الرِّوَايَةَ رَأْسًا أَمْكَنَ أَنْ نَتْرُكَ الرِّوَايَةَ، وَأَمَّا إِذَا رَوَوْا هُمْ، فَلَا بُدَّ مِنْ مُعَارَضَةِ الرِّوَايَةِ [بِالرِّوَايَةِ] (¬9) ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَى مَا تَقُومُ بِهِ
¬_________
(¬1) وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬2) أ، ب: فَهُوَ مِنَ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ.
(¬3) أَفْرَادِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬4) الْحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي: مُسْلِمٍ 1/36 - 38، (كِتَابُ الْإِيمَانِ، بَابُ بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ. إِلَخْ) . وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ أُخْرَى بِنَفْسِ الْمَعْنَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - 1/39 - 40. وَانْظُرِ الْحَدِيثَ بِرِوَايَاتِهِ الْمُتَعَدِّدَةِ فِي: ابْنِ الْأَثِيرِ: " جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ أَحَادِيثِ الرَّسُولِ " 1/128 - 136، طَبْعَةُ حَامِد الْفِقِي، الْقَاهِرَةَ، 1368/1949.
(¬5) أ، ب: وَهُمْ.
(¬6) ن، م: لَا يَرَوْنَ صِحَّةَ.
(¬7) قَدِ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬8) لَا: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬9) بِالرِّوَايَةِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .

الصفحة 107