كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 1)

بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ مِنْ قِلَّةِ الْبِدْعَةِ، وَكَثْرَتِهَا، وَظُهُورِ السُّنَّةِ، وَخَفَائِهَا، وَأَنَّ الْمَشْرُوعَ (¬1) قَدْ يَكُونُ (¬2) هُوَ التَّأْلِيفُ تَارَةً، وَالْهِجْرَانُ أُخْرَى، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَأَلَّفُ أَقْوَامًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ هُوَ (¬3) حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ (¬4) ، [وَمَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ] (¬5) ، فَيُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ مَا لَا يُعْطِي غَيْرَهُمْ.
قَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: ( «إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا، وَأَدَعُ رِجَالًا (¬6) ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي (¬7) أُعْطِي. أُعْطِي رِجَالًا لِمَا جَعَلَ اللَّهُ. (¬8) فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْهَلَعِ، وَالْجَزَعِ، وَأَدَعُ رِجَالًا لِمَا [جَعَلَ اللَّهُ.] (¬9) فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى، وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ.» ) (¬10)
وَقَالَ: ( «إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ عَلَى
¬_________
(¬1) أ: الشُّرُوعُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬2) قَدْ يَكُونُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) فَقَطْ.
(¬3) ب (فَقَطْ) : وَمَنْ هُوَ.
(¬4) ن، م: بِإِسْلَامٍ.
(¬5) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬6) وَأَدَعُ رِجَالًا: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬7) ن، م: مِنَ الَّذِينَ.
(¬8) جَعَلَ اللَّهُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬9) جَعَلَ اللَّهُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬10) ن، م: عَمْرُو بْنُ تَعْلَبٍ؛ أ، ب: عَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ. وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتَهُ. انْظُرِ: الْإِصَابَةَ 2/519. وَالْحَدِيثُ - مَعَ اخْتِلَافٍ يَسِيرٍ فِي الْأَلْفَاظِ - عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي: الْبُخَارِيِّ 2/10 - 11 (كِتَابُ الْجُمُعَةِ، بَابُ مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ: أَمَّا بَعْدُ) ، 9/156 (كِتَابُ التَّوْحِيدِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا.) ؛ الْمُسْنَدَ (ط. الْحَلَبِيِّ) 5/69.

الصفحة 64