كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 1)
[اعتماد متأخري الإمامية على المعتزلة في المعقولات]
وَأَمَّا عُمْدَتُهُمْ فِي النَّظَرِ، وَالْعَقْلِيَّاتِ، فَقَدِ اعْتَمَدَ مُتَأَخَّرُوهُمْ عَلَى كُتُبِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَوَافَقُوهُمْ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ، وَالْقَدَرِ، وَالْمُعْتَزِلَةُ فِي الْجُمْلَةِ (¬1) أَعْقَلُ، وَأَصْدَقُ، وَلَيْسَ فِي الْمُعْتَزِلَةِ مَنْ يَطْعَنُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ [رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ] (¬2) ، بَلْ هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى تَثْبِيتِ خِلَافَةِ الثَّلَاثَةِ.
وَأَمَّا التَّفْضِيلُ، فَأَئِمَّتُهُمْ، وَجُمْهُورُهُمْ كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] (¬3) ، وَفِي مُتَأَخِّرِيهِمْ مَنْ تَوَقَّفَ فِي التَّفْصِيلِ، وَبَعْضُهُمْ فَضَّلَ عَلِيًّا، فَصَارَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الزَّيْدِيَّةِ نَسَبٌ وَاشِجٌ (¬4) مِنْ جِهَةِ الْمُشَارَكَةِ فِي التَّوْحِيدِ، وَالْعَدْلِ، وَالْإِمَامَةِ، وَالتَّفْضِيلِ، وَكَانَ قُدَمَاءُ الْمُعْتَزِلَةِ، [وَأَئِمَّتُهُمْ] (¬5) كَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ (¬6) ، وَوَاصِلِ بْنِ عَطَاءٍ، (¬7) وَغَيْرِهِمْ مُتَوَقِّفِينَ. (¬8) فِي عَدَالَةِ
¬_________
(¬1) مَا بَيْنَ النَّجْمَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (أ) وَسَقَطَ مِنْ (ب) إِلَّا كَلِمَةَ وَالْمُعْتَزِلَةُ.
(¬2) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬4) أ، ب: رَاجِحٌ.
(¬5) وَأَئِمَّتُهُمْ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬6) عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ أَبُو عُثْمَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُعْتَزِلَةِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ 144، انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: الْمُنْيَةِ وَالْأَمَلِ لِابْنِ الْمُرْتَضَى، ص [0 - 9] 2 - 24؛ ابْنِ خَلِّكَانَ 3/130 - 133؛ شَذَرَاتِ الذَّهَبِ 1/210 - 211؛ تَارِيخِ بَغْدَادَ 12/166 - 188؛ مِيزَانِ الِاعْتِدَالِ 3/273 - 280؛ مُرُوجِ الذَّهَبِ لِلْمَسْعُودِيِّ 3/313 - 314؛ سَزْكِينَ 2/361 - 362؛ الْأَعْلَامِ 5/252. وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ فِرْقَةُ الْعَمْرَوِيَّةِ مِنْ فِرَقِ الْمُعْتَزِلَةِ، انْظُرْ عَنْهَا: الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 2 - 73؛ الْإِسْفَرَايِينِيِّ، ص [0 - 9] 2.
(¬7) وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ، كَانَ مِنْ تَلَامِيذِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ثُمَّ اعْتَزَلَهُ فَقِيلَ إِنَّ أَتْبَاعَهُ سُمُّوا الْمُعْتَزِلَةَ لِذَلِكَ، فَهُوَ رَأْسُ الْمُعْتَزِلَةِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ 131. تَرْجَمَتُهُ فِي شَذَرَاتِ الذَّهَبِ 1/182 - 183. وَتُسَمَّى فِرْقَتُهُ بِالْوَاصِلِيَّةِ، انْظُرْ عَنْهَا: الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1
- 53؛ الْإِسْفَرَايِينِيَّ، ص [0 - 9] 0 - 42؛ الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 0 - 72.
(¬8) ن: مُتَوَقِّفُونَ؛ م: مُتَّفِقُونَ.
الصفحة 70