كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 2)
وَأَيْضًا، فَلَوْ كَانَ احْتِجَاجُهُ (¬1) بِالْحَرَكَةِ وَالِانْتِقَالِ لَمْ يَنْتَظِرْ [إِلَى] (¬2) أَنْ يَغِيبَ، بَلْ كَانَ نَفْسُ (¬3) الْحَرَكَةِ الَّتِي يُشَاهِدُهَا مِنْ حِينِ تَطَلُعُ إِلَى أَنْ (¬4) تَغِيبَ هِيَ (¬5) الْأُفُولُ.
وَأَيْضًا، فَحَرَكُتُهَا (¬6) بَعْدَ الْمَغِيبِ وَالِاحْتِجَابِ غَيْرُ مَشْهُودَةٍ وَلَا مَعْلُومَةٍ.
وَأَيْضًا، فَلَوْ كَانَ قَوْلُهُ: {هَذَا رَبِّي} أَيْ (¬7) : هَذَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَكَانَتْ قِصَّةُ إِبْرَاهِيمَ [عَلَيْهِ السَّلَامُ] (¬8) حُجَّةً عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّهُ (¬9) حِينَئِذٍ لَمْ تَكُنِ الْحَرَكَةُ عِنْدَهُ (¬10) مَانِعَةً مِنْ كَوْنِهِ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَإِنَّمَا الْمَانِعُ هُوَ الْأُفُولُ (¬11) .
وَلَمَّا (¬12) حَرَّفَ هَؤُلَاءِ لَفْظَ " الْأُفُولِ " سَلَكَ ابْنُ سِينَا [هَذَا الْمَسْلَكَ] (¬13)
¬_________
(¬1) احْتِجَاجُهُ: كَذَا فِي (أ) ، (ن) ، (م) ; وَفِي (ب) : احْتِجَابُهُ. وَالْمَعْنَى: لَوْ كَانَ احْتِجَاجُ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَلَى عَدَمِ رُبُوبِيَّةِ الْكَوَاكِبِ أَوِ الشَّمْسِ أَوَ الْقَمَرِ بِحَرَكَةِ كُلٍّ مِنْهَا وَانْتِقَالِهِ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى الِانْتِظَارِ حَتَّى يَغِيبَ بَلْ كَانَتِ الْحَرَكَةُ الْمُشَاهَدَةُ لِلْعِيَانِ كَافِيَةً لِلدَّلَالَةِ عَلَى عَدَمِ الرُّبُوبِيَّةِ.
(¬2) إِلَى: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬3) ن، م: لَمْ يَنْتَظِرْ أَنْ يَغِيبَ بَلْ نَفْسُ الْحَرَكَةِ. . إِلَخْ.
(¬4) ن: إِلَى حِينِ.
(¬5) ب: هُوَ.
(¬6) ن، م: فَحَرَكَاتُهَا.
(¬7) أَيْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬8) عَلَيْهِ السَّلَامُ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬9) ن، م: لِأَنَّهُمْ.
(¬10) ن، م: عِنْدَهُمْ.
(¬11) انْظُرْ تَفْسِيرَ آيَاتِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ 74 - 79 فِي تَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيرٍ.
(¬12) ن (فَقَطْ) : وَلَا، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬13) هَذَا الْمَسْلَكَ: سَاقِطٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
الصفحة 196