كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 2)
ذَلِكَ مِنَ الْمَقَالَاتِ مَعَ أَنَّ هَذَا [مِنْ] (¬1) أَشْنَعِ الْمَقَالَاتِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُ (¬2) قَائِلٌ [مَعْدُودٌ] (¬3) مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ.
وَبَيَانُ هَذَا: بِالْوَجْهِ الْخَامِسِ (¬4) [وَهُوَ] (¬5) أَنْ يُقَالَ: هَذِهِ الْأَقْوَالُ حَكَاهَا النَّاسُ عَنْ شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الشِّيعَةِ، وَبَعْضُهُمْ مِنْ غُلَاةِ النُّسَّاكِ، وَدَاوُدَ الْجَوَارِبِيِّ (¬6) . (* قَالَ الْأَشْعَرِيُّ فِي " الْمَقَالَاتِ " (¬7) : وَقَالَ دَاوُدُ الْجَوَارِبِيُّ (¬8) *) (¬9) وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: إِنَّ اللَّهَ جِسْمٌ، وَأَنَّهُ جُثَّةٌ وَأَعْضَاءٌ عَلَى صُورَةِ الْإِنْسَانِ (¬10) : لَحْمٌ (¬11) وَدَمٌ وَشَعْرٌ وَعَظْمٌ، لَهُ
¬_________
(¬1) مِنْ: فِي (ع) فَقَطْ.
(¬2) ن، م: لَهَا.
(¬3) مَعْدُودٌ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(¬4) ب، أ، ن، م: الرَّابِعُ، وَهُوَ خَطَأٌ. وَبَدَأَ الْكَلَامَ عَنِ الْوَجْهِ الرَّابِعِ ص 612.
(¬5) وَهُوَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .
(¬6) ب، أ: وَدَاوُدَ الْجَوَاهِرِيِّ ; ن: وَدَاوُدَ الْحِوَارِيِّ ; م: وَدَاوُدَ الْحَوَارِبِيِّ. وَكَذَا فِي هَذِهِ النُّسَخِ فِيمَا بَعْدُ. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ (لِسَانَ الْمِيزَانِ 2/427) : " رَأْسٌ فِي الرَّافِضَةِ وَالتَّجْسِيمِ مِنْ مَرَامِي جَهْمٍ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: الْحَوَارِبِيُّ وَالْمَرِيسِيُّ كَافِرَانِ ". وَذَكَرَ ابْنُ حَجَرٍ أَنَّ دَاوُدَ لَا تُعْلَمُ لَهُ رِوَايَةٌ لِحَدِيثٍ. وَنَقَلَ الشَّيْخُ مُحَمَّد مُحْيِي الدِّينِ عَبْد الْحَمِيد فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمَقَالَاتِ 1/258 عَنِ السَّمْعَانِيِّ فِي " الْأَنْسَابِ " أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ الْجَوَالِيقِيِّ مَا نَصُّهُ: " وَعَنْهُ أَخَذَ دَاوُدُ الْجَوَارِبِيُّ قَوْلَهُ إِنَّ مَعْبُودَهُ لَهُ جَمِيعُ أَعْضَاءِ الْإِنْسَانِ إِلَى الْفَرْجِ وَاللِّحْيَةِ " وَنَقَلَ نَفْسَ الْعِبَارَةِ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي اللُّبَابِ 2/291. وَانْظُرْ عَنْ دَاوُدَ الْجَوَارِبِيِّ وَمَذْهَبِهِ فِي التَّجْسِيمِ: الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1/167 ; الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص 140 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص 71 ; الِانْتِصَارَ لِلْخَيَّاطِ، ص 54 ; تَلْبِيسَ إِبْلِيسَ لِابْنِ الْجَوْزِيِّ، ص 87 ; أُصُولَ الدِّينِ لِابْنِ طَاهِرٍ، ص 74.
(¬7) فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/258 - 259، وَسَنُقَابِلُ كَلَامَ ابْنَ تَيْمِيَّةَ عَلَيْهِ.
(¬8) ن: الْحِوَارِيُّ، م: الْحَوَارِبِيُّ.
(¬9) مَا بَيْنَ النَّجْمَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬10) وَرَدَ نَصٌّ آخَرُ مُشَابِهٌ فِي الْمَقَالَاتِ 1/214 فِيهِ: " أَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ وَإِنَّ لَهُ جَمَّةً وَأَنَّهُ عَلَى صُورَةِ الْإِنْسَانِ ".
(¬11) ب (فَقَطْ) : لَهُ لَحْمٌ.
الصفحة 617