كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 2)

(1 فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ وَأَدْيَنُ النَّاسِ يَرَوْنَ تَفْضِيلَهُ فَضْلًا عَنْ خِلَافَتِهِ 1) (¬1) ، فَكَيْفَ يُقَالُ [مَعَ هَذَا] (¬2) : إِنَّ الَّذِينَ بَايَعُوهُ كَانُوا طُلَّابَ الدُّنْيَا أَوْ جُهَّالًا؟ وَلَكِنَّ هَذَا وَصْفُ [الطَّاعِنِ] (¬3) فِيهِمْ، فَإِنَّكَ لَا تَجِدُ فِي طَوَائِفِ أَهْلِ (¬4) الْقِبْلَةِ أَعْظَمَ جَهْلًا مِنَ الرَّافِضَةِ، وَلَا أَكْثَرَ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا.
وَقَدْ تَدَبَّرْتُهُمْ فَوَجَدَتْهُمْ لَا يُضِيفُونَ إِلَى الصَّحَابَةِ (5 عَيْبًا إِلَّا وَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ اتِّصَافًا بِهِ وَالصَّحَابَةُ 5) (¬5) أَبْعَدُ النَّاسِ (¬6) عَنْهُ، فَهُمْ أَكْذَبُ النَّاسِ بِلَا رَيْبٍ (¬7) كَمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ إِذْ قَالَ: أَنَا نَبِيٌّ صَادِقٌ وَمُحَمَّدٌ كَذَّابٌ \ 8 29) (¬8) ، وَلِهَذَا يَصِفُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَيَصِفُونَ الصَّحَابَةَ بِالنِّفَاقِ، وَهُمْ أَعْظَمُ الطَّوَائِفِ نِفَاقًا، وَالصَّحَابَةُ أَعْظَمُ الْخَلْقِ إِيمَانًا.

[الرد على القسم الأخير من المقدمة]
وَأَمَّا قَوْلُهُ (¬9) : " وَبَعْضُهُمْ طَلَبَ الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ بِحَقٍّ [لَهُ] (¬10) وَبَايَعَهُ الْأَقَلُّونَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَلَمْ تَأْخُذْهُمْ (¬11) فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، بَلْ
¬_________
(¬1) (1 - 1) : سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬2) مَعَ هَذَا: سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬3) الطَّاعِنِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(¬4) أَهْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬5) (5 - 5) سَاقِطٌ مِنْ (م) .
(¬6) النَّاسِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬7)) بِلَا رَيْبٍ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬8) عِبَارَةُ " وَمُحَمَّدٌ كَذَّابٌ ": سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬9) الْقَوْلُ التَّالِي هُوَ الْقِسْمُ الْأَخِيرُ مِنْ مُقَدِّمَةِ ابْنِ الْمُطَهَّرِ لِلْفَصْلِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِهِ، وَسَبَقَ أَنْ وَرَدَتْ فِي أَوَّلِ هَذَا الْجُزْءِ، ص [0 - 9] 0، وَفِي " مِنْهَاجِ الْكَرَامَةِ "، ص [0 - 9] 1 (م) .
(¬10) لَهُ: سَاقِطَةٌ مِنْ جَمِيعِ النُّسَخِ وَوَرَدَتْ مِنْ قَبْلُ 2/10.
(¬11) تَأْخُذْهُمْ: كَذَا فِي (أ) ، (ب) ، (م) : وَفِي (ن) نُقَطُ التَّاءِ مُهْمَلَةٌ وَسَبَقَ وُرُودُهَا: يَأْخُذْهُمْ.

الصفحة 87