كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 2)
وَأَنَّ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ وَإِخْبَارَهُ حَادِثٌ لِاسْتِحَالَةِ أَمْرِ الْمَعْدُومِ وَنَهْيِهِ وَإِخْبَارِهِ.
وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ (¬1) الْخَطَأِ وَالسَّهْوِ وَالْمَعْصِيَةِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ إِلَى آخِرِهِ، وَإِلَّا لَمْ يَبْقَ وُثُوقٌ (¬2) بِمَا يَبْلُغُونَهُ فَانْتَفَتْ فَائِدَةُ الْبَعْثَةِ وَلَزِمَ التَّنْفِيرُ عَنْهُمْ. (¬3)
وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ مَعْصُومُونَ كَالْأَنْبِيَاءِ فِي ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ (¬4) .
وَأَخَذُوا أَحْكَامَهُمْ (¬5) الْفُرُوعِيَّةَ عَنْ (¬6) الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ، النَّاقِلِينَ عَنْ جَدِّهِمْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬7) الْآخِذِ ذَلِكَ مِنْ (¬8) اللَّهِ تَعَالَى بِوَحْيِ (¬9) جِبْرِيلَ إِلَيْهِ، يَتَنَاقَلُونَ ذَلِكَ عَنِ الثِّقَاتِ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ، إِلَى أَنْ تَتَّصِلَ الرِّوَايَةُ بِأَحَدِ الْمَعْصُومِينَ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ، وَحَرَّمُوا الْأَخْذَ بِالْقِيَاسِ وَالِاسْتِحْسَانِ إِلَى آخِرِهِ ".
¬_________
(¬1) ن، م، أ: مِنْ.
(¬2) أ، ب، ن، م: وَإِلَّا لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا وُثُوقٌ، وَ " عِنْدَنَا " لَيْسَتْ فِي: (ك) ، وَوَرَدَتِ الْعِبَارَةُ فِي (ب) 1/226 بِدُونِهَا.
(¬3) ن: التَّنْفِيرُ عِنْدَهُمْ عَنْهُمْ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬4) ك (فَقَطْ) : وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - مَعْصُومُونَ كَالْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - لَمَّا تَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ.
(¬5) ك: الْأَحْكَامُ.
(¬6) ب (فَقَطْ) : مِنْ.
(¬7) ك: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
(¬8) ب: عَنْ.
(¬9) ب: يُوحَى.
الصفحة 99