كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 3)
مِنَ الْعَبْدِ أَوْ مِنَ اللَّهِ (¬1) أَوْ مِنْهُمَا (¬2) ، فَإِنْ كَانَتْ مِنَ اللَّهِ فَهُوَ أَعْدَلُ وَأَنْصَفُ مِنْ أَنْ يَظْلِمَ عَبْدَهُ وَيُؤَاخِذَهُ (¬3) بِمَا لَمْ يَفْعَلْهُ، وَإِنْ كَانَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنْهُمَا فَهُوَ شَرِيكُهُ، وَالْقَوِيُّ أَوْلَى بِإِنْصَافِ عَبْدِهِ الضَّعِيفِ، وَإِنْ كَانَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنَ الْعَبْدِ (¬4) وَحْدَهُ فَعَلَيْهِ وَقَعَ الْأَمْرُ (¬5) وَإِلَيْهِ تَوَجَّهَ (¬6) الْمَدْحُ وَالذَّمُّ. وَهُوَ أَحَقُّ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَوَجَبَ لَهُ (¬7) الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ (¬8) فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: " {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} ".
فَيُقَالُ: أَوَّلًا: هَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يَذْكُرْ لَهَا إِسْنَادًا فَلَا تُعْرَفُ صِحَّتُهَا، فَإِنَّ الْمَنْقُولَاتِ (¬9) إِنَّمَا تُعْرَفُ صِحَّتُهَا بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ، لَا سِيَّمَا مَعَ كَثْرَةِ الْكَذِبِ فِي هَذَا الْبَابِ، كَيْفَ وَالْكَذِبُ عَلَيْهَا ظَاهِرٌ، فَإِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ (¬10) مِنَ الْمُقِرِّينَ بِالْقَدَرِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَبِمَذْهَبِهِ، وَكَلَامُهُ فِي الرَّدِّ عَلَى
¬_________
(¬1) ك: أَوْ مِنْ رَبِّهِ ; ن، م: وَإِمَّا مِنَ اللَّهِ.
(¬2) ن، م: وَإِمَّا مِنْهُمَا.
(¬3) ك: وَيَأْخُذَهُ.
(¬4) ن، م: وَقَعَتْ مِنَ الْعَبْدِ.
(¬5) ك: وَقَعَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ.
(¬6) أ، ب، ع: وَإِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ، ن: وَعَلَيْهِ تَوَجَّهَ.
(¬7) أ، ب، ع: وَوَجَبَتْ لَهُ، م: فَوَجَبَتْ لَهُ.
(¬8) ع، ن، م: وَالنَّارُ.
(¬9) أ، ب: فَالْمَنْقُولَاتُ.
(¬10) ع: فَإِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
الصفحة 138