كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 3)

هُمْ (¬1) بَنُو أُمَيَّةَ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 67] عَائِشَةُ، وَ {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سُورَةُ الزُّمَرِ: 65] لَئِنْ أَشْرَكْتَ (¬2) بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ فِي الْوِلَايَةِ.
وَكُلُّ هَذَا وَأَمْثَالُهُ وَجَدْتُهُ فِي كُتُبِهِمْ. ثُمَّ مِنْ هَذَا دَخَلَتِ الْإِسْمَاعِيلِيَّةُ وَالنُّصَيْرِيَّةُ فِي تَأْوِيلِ (¬3) الْوَاجِبَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ، فَهُمْ أَئِمَّةُ التَّأْوِيلِ الَّذِي هُوَ تَحْرِيفُ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ. وَمَنْ تَدَبَّرَ مَا عِنْدَهُمْ وَجَدَ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ فِي الْمَنْقُولَاتِ (¬4) وَالتَّكْذِيبِ بِالْحَقِّ مِنْهَا (¬5) وَالتَّحْرِيفِ لِمَعَانِيهَا مَا لَا يُوجَدُ فِي صِنْفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَهُمْ قَطْعًا أَدْخَلُوا فِي دِينِ اللَّهِ (¬6) مَا لَيْسَ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَحَرَّفُوا (كِتَابَهُ تَحْرِيفًا لَمْ يَصِلْ غَيْرُهُمْ إِلَى قَرِيبٍ مِنْهُ.

الْوَجْهُ الرَّابِعُ (¬7) : قَوْلُهُ: " وَأَحْدَثُوا مَذَاهِبَ أَرْبَعَةً لَمْ تَكُنْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ (¬8) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا زَمَنِ صَحَابَتِهِ، وَأَهْمَلُوا أَقَاوِيلَ الصَّحَابَةِ ".
فَيُقَالُ لَهُ: (¬9) مَتَى كَانَ مُخَالَفَةُ الصَّحَابَةِ وَالْعُدُولُ عَنْ أَقَاوِيلِهِمْ (¬10) مُنْكَرًا
¬_________
(¬1) هُمْ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬2) أ، ب: أَيْ: إِنْ أَشْرَكْتَ.
(¬3) ن، م، و: تَأْوِيلَاتِ.
(¬4) أ، ب: مِنَ الْكُفْرِ فِي الْمَنْقُولِ.
(¬5) ن، م: فِيهَا.
(¬6) أ، ب: فِي الدِّينِ.
(¬7) ن، م، و: الْخَامِسُ، وَهُوَ خَطَأٌ.
(¬8) أ، ب: رَسُولِ اللَّهِ.
(¬9) أ، ب، و: لَهُمْ.
(¬10) ن، م، و: أَقْوَالِهِمْ.

الصفحة 405